“TESS”، بعثة ناسا المقبلة لإسكتشاف الكواكب الخارجية

بعثة (TESS) : ستكون المهمة القادمة لوكالة ناسا والتي ستبحث عن الكواكب الخارجية في جوار نظامنا الشمسي أثناء دورانها حول النجوم الأكثر سطوعًا في سماء الأرض.

وستقوم هذه البعثة بمراقبة ما لا يقل عن 200 ألف نجم التي يمكن ان ترشدنا الى الكواكب الخارجية ، التي يتراوح حجمها من عوالم صخرية بحجم الأرض إلى الكواكب ضخمة . (من المقرر أن تستمر بعثة “TESS” لمدة عامين ، و لكن ناسا تفكر في تمديد مدة المهمة).

و من المتوقع أن تطلق المركبة الفضائية في 16 أبريل المقبل من محطة كيب كانافيرال الجوية في فلوريدا. و ستكون مركبة الإطلاق التي ستشرف على العملية هي صاروخ ‘فالكون9’ من سبيس إكس. حيث ستنقل “TESS” إلى مدار خاص فوق كوكب الأرض ، حيث يمكنها تنفيذ عمليات المراقبة بعيدا عن التداخلات مع الغلاف الجوي للأرض.

وقال متحدث باسم “معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT” الذي يشرف على البعثة في بيان له:  “تتوقع بعثة “TESS” اكتشاف آلاف الكواكب الخارجية من جميع الأحجام و مجموعة متنوعة من النجوم”. جنبا إلى جنب مع شبكة من التلسكوبات الأرضية التي ستتحقق في الملاحظات و الإكتشافات التي ستقدمها المركبة الفضائية “TESS”.

من جانبه قال “جورج ريكر” الباحث الرئيسي في بعثة “TESS”، وهو عالم فيزياء بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا : ” من المتوقع أن تجد “TESS” أكثر من ألف كوكب أصغر من “نبتون” ، بما في ذلك العشرات من الكواكب التي يمكن مقارنتها بحجم الأرض”.

مضيفا أن : “البيانات العامة سيتم تحديثها كل أربعة أشهر ، و ستساهم في الجهود المبذولة على مستوى المجتمع العلمي لدراسة الكواكب الجديدة”.

تفاصيل البعثة

Screenshot_15.jpg

تم الكشف عن مهمة “TESS” لأول مرة في عام 2006 كبعثة ممولة من القطاع الخاص بدعم مالي من العديد من المؤسسات ، بما في ذلك مؤسسة Kavli و شركة جوجل والمانحين في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ، وفقا لوكالة ناسا.

وقد تم اختيارها في النهاية في عام 2013 كبعثة في برنامج إكسبلورر بتمويل لا يتجاوز 200 مليون دولار.

و سوف تتوضع المركبة الفضائية “TESS” في مدار خاص لم يتم استهدافه في اي بعثة سابقة، وفقًا لوكالة ناسا. ويسمى هذا المدار الإهليلجي “P / 2” ، و هو بالضبط يمثل نصف الفترة المدارية للقمر ؛ وهذا يعني أن “TESS” ستدور حول الأرض كل 13.7 يومًا. و ستكون أقرب نقطة لها إلى الأرض حوالي (108000 كيلومتر) و هي ثلاث أضعاف المدار الأرضي الجغرافي المتزامن، حيث تعمل معظم سواتل الاتصالات.

و عندما تصل “TESS” إلى هذه النقطة في مدارها ، فإنها تنقل البيانات إلى المحطات الأرضية ؛ و سوف تستغرق العملية حوالي ثلاث ساعات. بعد ذلك تمر “TESS” عبر أحزمة Van Allen الإشعاعية إلى أعلى نقطة في مدارها ، على بعد (373000 كلم).

هذا و تحمل المركبة الفضائية التي تعمل بالطاقة الشمسية أربعة كاميرات بعرض 100 ملم توفر مجالات رؤية واسعة ، سوف تركز في منطقة معينة من الفضاء لمدة تتراوح بين 27 و 351 يومًا ، قبل الانتقال إلى منطقة أخرى. (سيتم تحديد طول الوقت وفقا للمكان الذي توجد فيه المنطقة في الفضاء).

و ذكر معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أنه من المتوقع أن تعاين المركبة الفضائية نصف الكرة الجنوبي في عامها الأول ، ونصف الكرة الشمالي في عامها الثاني.

إستكشاف الكواكب

Screenshot_16.jpg

و أوردت ناسا ان هذه المركبة الفضائية مرتبطة بمشروع “تلسكوب كيبلر الفضائي” الناجح للغاية و الذي اكتشف حتى الآن آلاف الكواكب الخارجية منذ إطلاقه في عام 2009.

ومع ذلك ، ستركز “TESS” على النجوم التي تكون أكثر سطوعًا من 30 إلى 100 مرة من تلك التي فحصها مسبار “كيبلر”.

ستكون الكواكب الخارجية المكتشفة مفيدة أيضًا لبعثة “تلسكوب جيمس ويب الفضائي” و الذي سيتم إطلاقه في عام 2019، والذي يمكنه فحصها للحصول على مزيد من المعلومات حول غلافها الجوي و تكوينها.

ومثل “كيبلر” ، ستدرس “TESS” الاختلافات في سطوع النجوم. حيث إذا مرر كوكب خارج المجموعة الشمسية أمام نجم (يسمى عبور فلكي) ، فإنه يحجب جزءًا من الضوء و يتسبب في إنخفاض السطوع.

ومن المتوقع أن تقوم البعثة باكتشاف الآلاف من الكواكب الخارجية ، بما في ذلك كواكب بحجم الأرض. وهذا سيساعد الفلكيين على فهم بنية الأنظمة الشمسية خارج كوكب الأرض بشكل أفضل ، وتقديم رؤى حول كيفية تشكل نظامنا الشمسي.

المصدر