وكالة ناسا تختبر بنجاح مفاعلا نوويا صغيرا و الذي سيدعم البعثات المستقبلية المأهولة إلى كوكب المريخ

تقوم وكالة ناسا بتجريب مصدر طاقة جديد يسمى مفاعل Kilopower و الذي يمكن أن يوفر الطاقة الآمنة و الفعالة اللازمة لبعثات استكشاف الفضاء الروبوتية والبشرية في المستقبل. وهو عبارة عن مفاعل نووي صغير متوفر في حجمين: 1 كيلوواط أو 10 كيلوواط.

و في وقت سابق من هذا الأسبوع، قدمت وكالة ناسا آخر تحديثاتها على المشروع الذي بدأ في عام 2015 كجزء من برنامج تطوير طموح و الذي يقوده مركز أبحاث Glenn  التابع للوكالة، بالشراكة مع مركز مارشال لرحلات الفضاء التابع لوكالة ناسا في ألاباما،  مختبر لوس ألاموس الوطني، موقع الأمن القومي في نيفادا و مجمع الأمن الوطني Y-12.

وقالت ناسا و وزارة الطاقة الامريكية ان الاختبارات المبدئية لنظام النموذج التي بدأت في نوفمبر الماضي في موقع الامن القومي في نيفادا  قد أثبت نجاحها.

و يعتبر المفاعل الصغير نظاما مخصصا للبعثات الفضائية البعيدة حيث يمكن أن يوفر ما يصل إلى 10 كيلوواط من الطاقة الكهربائية بشكل مستمر لمدة 10 سنوات على الأقل. وهذا يعني القدرة على توفير الطاقة الكافية لتشغيل مستوطنات صغيرة مأهولة على سطح كوكب المريخ.

و قد لا تبدو الطاقة التي ينتجها هذا النظام كافية، لكنها في الواقع تمثل قفزة كبيرة لناسا و على سبيل المثال بعثة نيو هورايزونز ، تستخدم بطاريات نووية لديها قوة قصوى تصل إلى 240 واط و بالمقارنة فأصغر مفاعل Kilopower يحقق قدرة مضاعفة بخمسة مرات.

البطاريات النووية التي تستعملها بعثة نيو هورايزونز تنتج الطاقة من الاضمحلال الطبيعي الإشعاعي من البلوتونيوم-238 . و قد صممت مفاعلات Kilopower لتقسيم ذرات اليورانيوم “الإنشطار” لإطلاق الطاقة الحرارية و من ثم تحويلها إلى كهرباء و يعرف اليورانيوم أنه أكثر وفرة من البلوتونيوم-238.

و قالت وكالة ناسا ان حوالي رطل واحد من وقود اليورانيوم يمكن ان ينتج طاقة تصل الى ثلاثة ملايين رطل من الفحم المحترق.

وقال لي ماسون، كبير خبراء تكنولوجيا الطاقة في ناسا : “نريد مصدر طاقة يمكنه التعامل مع البيئات القاسية”.هذا ليس مثل المفاعلات النووية التقليدية هنا على الأرض. حيث لا يقدم مفاعل الانشطار هذا نفس المخاطر  التي قد تحدثها المفاعلات التقليدية.

من الضروري إجراء المزيد من الاختبارات قبل أن يكون مفاعل Kilopower جاهزا للإطلاق. و تعتزم ناسا خلال الشهر الحالي إجراء إختبارات إضافية للتدقيق في كفاءة عمله.

وقال مسؤولون إن من المقرر إجراء تجربة كاملة لنظام الطاقة الجديد في منتصف أو نهاية شهر مارس و هو موعد متأخر قليلا عن الموعد الأصلي.

المصدر