كيف ستساهم التكنولوجيا الحديثة في تطوير النقل الجوي و الرحلات طويلة المدى ؟

تتسابق الخطوط الجوية الدولية لإطلاق الرحلات الطويلة بدون توقف. مثل الخطوط الجوية الاسترالية “كانتاس” و التي لديها رحلة طيران بدون توقف من بيرث إلى لندن و لكن يقول مسؤولو الشركة أن هدفهم هو تقديم رحلات أطول من ذلك.

وقد طلب الرئيس التنفيذى للشركة “آلان جويس” من الشركات المصنعة بناء طائرة تستطيع الطيران بدون توقف من مدن ساحل شرق استراليا الى لندن.و كذلك رحلات أخرى نحو نيويورك والبرازيل وجنوب أفريقيا.

فما الذي سيحتاجه مجال صناعة الطائرات لجعل مثل هذه الرحلات لمسافات طويلة ممكنة؟.

التكنولوجيا الحديثة في مجال الطيران

مكنت التطورات الكبيرة في مجال التكنولوجيا خلال العقود الاخيرة الشركات المصنعة من جعل طائراتها أخف وزنا و أقل استهلاكا للوقود.

ونأخذ على سبيل المثال أحدث طائرة من شركة ايرباص “A350” حيث تم تعزيزها ببعض الميزات الجديدة الهامة و التي تشمل أجنحة بخصائص محسنة للسحب و استعمال محركات Trent XWB ذات الكفاءة في استهلاك الوقود، و النظام الكهربائي للتكييف و كذلك استعمال إلكترونيات أكثر تطورا في مجال الطيران.

ويؤدي انخفاض الوزن ونظام الوقود المعدل إلى زيادة القدرة الاستيعابية للوقود من 141،000 لتر إلى 165،000 لتر، مما يعطي الطائرة مدى لا يقل عن 15270 كم.

هذا لا يزال بعيدا عن تحقيق المسافة المخطط لها من سيدني إلى لندن، والتي هي حوالي 17000 كم. لكن التقارير تقول ان النسخة الجديدة من طراز ايرباص A350 سيكون لها مدى يصل لمسافة 17960 كم.

أطول الرحلات في العالم حتى الآن

  1. طيران الإمارات “دبي – أوكلاند” بمسافة  14200 كم  تستغرق 17 ساعة و 15 دقيقة ( بوينغ B777)
  2. طيران الإمارات “دبي – بنما”  بمسافة  13825 كم تستغرق 17 ساعة و 35 دقيقة ( بوينغ B777)
  3. الخطوط الجوية القطرية “الدوحة – أوكلاند” بمسافة 14529 كم  تستغرق 17 ساعة و 30 دقيقة ( بوينغ B777)
  4. الخطوط الجوية السنغافورية “سنغافورة – نيويورك”  بمسافة  16500 كم تستغرق 19 ساعة (ايرباص A350-900ULR) مبرمجة في 2018
  5. الخطوط الجوية السنغافورية “سنغافورة – نيويورك”  بمسافة  15343 كم تستغرق 18.5 ساعة (ايرباص A340-500)
  6. يونايتد “هيوستن – سيدني” بمسافة 14000 كم تستغرق 17 ساعة و 55 دقيقة  ( بوينغ B787-9)
  7. كانتاس “بيرث – لندن” بمسافة 14466 كم تستغرق 17 ساعة ( بوينغ B787 ) مبرمجة في 2018
  8. كانتاس “سيدني – دالاس”  بمسافة 13815 كم تستغرق 15 ساعة و 30 دقيقة  (ايرباص A380)
  9. كانتاس “سيدني – لندن” بمسافة 16983 كم تستغرق 20 ساعة و20 دقيقة مبرمجة في 2022
  10. كانتاس “ملبورن – نيويورك”  بمسافة 16662 كم  تستغرق 18 ساعة و 7 دقائق مبرمجة في 2022

Dubai_-_International_(DXB_-_OMDB)_AN1204297.jpg

ولكن ما الذي يدفع شركات الطيران إلى فتح  هذه الرحلات الجوية الطويلة ؟

تعمل العديد من الخطوط الجوية مثل ” يونايتد- كانتاس- الخطوط الجوية البريطانية- الخطوط الجوية السنغافورية-طيران الإمارات” على استراتيجية الشبكة المركزية و هذا يسمح لها بتوجيه المسافرين الى المطار الرئيسي قبل إعادة توزيعهم على وجهات مختلفة.

وقد أدى ذلك إلى ظهور مطارات رئيسية مثل سيدني لشركة “كانتاس” و لوس انجلوس لشركة “يونايتد” و لندن هيثرو “للخطوط الجوية البريطانية” و سنغافورة “للخطوط الجوية السنغافورية” ودبي بالنسبة لـ “طيران الإمارات”.حيث تحتاج شركات الطيران الكبيرة لإنشاء محور رئيسي في الوطن الأم للحفاظ على قدرتها التنافسية.

وحتى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، سمحت التكنولوجيا لشركات الطيران فقط بالطيران لمسافات قصيرة أو متوسطة مثل أثينا إلى لندن (4 ساعات) وموسكو إلى دبي (5h 20m ). كما منعت القيود التنظيمية شركات الطيران من توجيه حركة المسافرين الدوليين نحو المراكز الرئيسية.

ولكن تحرير الخطوط الجوية والتقدم التكنولوجي يسمحان الآن لشركات الطيران بتشغيل رحلات لمسافات طويلة وبالتالي تعزيز مراكزها الرئيسية. ومن بين الأمثلة على ذلك من بيرث إلى قوانزهو (8h)، وملبورن إلى الصين (11h 20m)، وغلاسكو إلى دبي (7h 55m).

وتعد طيران الإمارات رائدة في توسيع هذا النظام المحوري والمسافات الطويلة من خلال الطيران من دبي إلى المطارات الدولية مثل جوهانسبرغ (8h 10m) و بيرث (11h).

ونتيجة لذلك، بنت الإمارات مركز دبي و الذي أصبح من أكثر المطارات ازدحاما في العالم، مما قوض منافسيها مثل هيثرو في لندن و سنغافورة و سيدني.

و ليس من المستغرب أن شركات الطيران الأخرى تريد الانضمام إلى السباق لإطلاق مسافات طويلة.

راحة المسافرين

photo-2-Emirates-Boeing-777-Economy-Class_JPEG.jpg

من وجهة نظر المسافرين و الذين يعتبرون الحلقة المهمة بالتأكيد سيتجنبون متاعب التنقل بين المطارات و تقليل فرص تفويت الرحلات.

ولكن هل هم مستعدون للتأقلم في مقعد الدرجة الاقتصادية لمدة 17-20 ساعة؟

و على الرغم من ذلك أصبحت مقصورة الطائرات اليوم تحتوي على العديد من وسائل الراحة و الترفيه.مثل ضغط المقصورة الداخلية الذي هو على الارجح العامل الأكثر أهمية.

و تستعمل شركات صناعة الطائرات مركبات الكربون المقوى بالألياف مثل المستخدم في كل من بوينغ 787 دريملاينر و إيرباص A350-900ULR و الذي يساعد في تحقيق مستوى رطوبة جيد.

هناك بعض الأمور الأخرى التي يجب وضعها بعين الاعتبار في مجال علم وظائف الأعضاء على ارتفاعات عالية مثل الأذن ، الأسنان و جفاف الجلد وجفاف العين….

وهناك أيضا خطر الإصابة بتجلط الأوردة (DVT)، وخاصة بين الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للمرض.ثم هناك خطر نظام الساعة البيولوجية (توقيت الجسم) .و لهذا قد تحتاج إلى بضعة أيام للتعافي بعد رحلة طويلة .

الطاقم و الطيارين 

jet-set-flight-attendants.jpg

الطيارين و طاقم الطائرة يواجهون نفس التحديات مثل الركاب على متن الرحلات الطويلة المدى. فقيادة الطائرة يتطلب قدرا كبيرا من التركيز والانضباط والخبرة.

وتقول المنظمة الدولية للطيران المدني ان التعب قد يضعف من يقظة الطاقم وقدرته على تشغيل طائرة بشكل آمن او القيام بواجبات تتعلق بالسلامة.

كما حذرت الجمعية الطبية الأمريكية للفضاء الجوي من أن الرحلات الطويلة جدا قد تؤدي إلى تفاقم مستويات التعب لدى الطيارين والتي ثبت أنها تضعف السلامة واليقظة والأداء في عمليات الطيران الحالية.

والخبر السار هو أن منظمي سلامة الطيران مثل هيئة سلامة الطيران المدني في أستراليا، وإدارة الطيران الاتحادية الأمريكية، والوكالة الأوروبية لسلامة الطيران قد أدخلوا جميعا قواعد لتكييف الطيارين مع هذا النوع من الرحلات الطويلة.

لدى الخطوط الجوية أيضا آليات لسلامة الطيارين وأطقم المقصورة المتعلمين و المدربين بشكل مستمر ومنتظم على إدارة الجهد.وبالنسبة للرحلات الطويلة يتم عادة استخدام الطواقم بالتناوب للراحة.

وبالتالي فإن التحدي النهائي لأي رحلة طيران لمسافة طويلة ليست عملية أو تكنولوجية. وكما قال “آلان إبشتاين”، نائب رئيس شركة الصناعات الفضائية الأمريكية برات آند ويتني: “لم يعد العائق هو قدرة المحركات على التحمل بل هو قدرة الركاب على التحمل “.

اقرأ أيضا :


دراسة جديدة تبين مستوى تأثير تغير المناخ على السفر الجوي

المصدر