“فريد من نوعه في النظام الشمسي” … ناسا تكشف أن كوكب المريخ لديه ذيل مغناطيسي

كوكب المشتري لديه مجموعة من الأقمار , زحل له حلقات والأرض لديها الحياة، ولكن ماذا عن المريخ؟

و كما توضح آخر الاكتشافات التي أعلن عنها علماء ناسا أن الكوكب الأحمر لديه ذيل! نعم، المركبة الفضائية مافن (بعثة دراسة الغلاف الجوي للمريخ ) كشفت أن كوكب المريخ لديه ذيل …لكن لا يمكن أن يرى في الواقع.

وقد اكتشف العلماء هذا : الذيل المغناطيسي الغير مرئي و الملتوي خلف المريخ حيث يدور حول الشمس، و يبدو انه ناجم عن آثار اندفاع الرياح الشمسية وربما سيشرح لنا المزيد عن كيفية اندفاع الغلاف الجوي للمريخ نحو الفضاء.

وقد كشفت هذه الرؤية الفريدة من خلال الدراسات عن الغلاف الجوي للمريخ التي تقوم بها البعثة الفضائية (مافن)، والتي أظهرت كيف تتصرف المجالات المغناطيسية للكوكب الأحمر بشكل مختلف عن المجال المغناطيسي حول الأرض.

التفاعلات بين المجالات المغناطيسية , الرياح الشمسية و الجيوب المغناطيسية على سطح المريخ، يمكن أن تدفع ما تبقى جسيمات الغلاف الجوي نحو الفضاء وفقا للعلماء في مركز غودارد الفضائي في ولاية ماريلاند.

و قالت البحثة في المركز “Gina DiBraccio” : ” لقد وجدنا أن الذيل المغناطيسي للمريخ فريد من نوعه في النظام الشمسي”.

واضافت : “ليس مثل المجال الموجود في كوكب الزهرة و هو كوكب لا يوجد فيه مجال مغناطيسي خاص به و ليس مثل ما هو موجود في الأرض التي يحيط بها المجال المغناطيسي الخاص بها بل هو مزيج بين الاثنين”.

ويعتقد أن الرياح الشمسية التي تتكون من الطاقة الغازية و الكهربائية التي تولدها الشمس قد سحبت الكثير من الغلاف الجوي للمريخ قبل مليارات السنين.

أما الآن فيبدو ان تلك الرياح نفسها تسبب تأثيرا مغناطيسا فريدا من نوعه بتفاعلها مع المناطق المغناطيسية التي لا تزال موجودة على أجزاء معينة من المريخ.

وتحمل الرياح الشمسية حقولا مغناطيسية خاصة بها، وإذا أصابت منطقة على سطح المريخ يتواجد فيها حقل مغناطيسي في الاتجاه المعاكس فإنها تسبب تأثير يسمى إعادة الاتصال المغناطيسي وهنا يحدث التطورات الغير المرئية.

وتابعت “DiBraccio” : “يتوقع نموذجنا أن إعادة الاتصال المغناطيسي سوف يتسبب في أن يتحول المجال المغناطيسي للمريخ بـ 45 درجة عما هو متوقع استنادا إلى اتجاه المجال المغناطيسي الذي تحمله الرياح الشمسية”.”عندما قارنا تلك التنبؤات لبيانات بعثة مافن على اتجاهات مجال المريخ و المجالات المغناطيسية للرياح الشمسية  وجدنا تماثلا كبيرا”.

كما أن إعادة الإتصال المغناطيسي يمكن أيضا أن يدفع الغلاف الجوي المحدود على سطح المريخ نحو الفضاء، حيث أن الأيونات المشحونة كهربائيا في الغلاف الجوي العلوي للكوكب تستجيب للمجال المغناطيسي الذي أنشأه “الذيل”.

و وفقا لوكالة ناسا يعطي هذا التفاعل الكهرومغناطيسي هذه الجسيمات طريقا للتدفق نحو كوكب الأرض، وذلك باستخدام الطاقة التي تم إنشاؤها عن طريق إعادة الاتصال المغناطيسي مثل الشريط المطاطي الذي يعود لمكانه بعد الامتداد.

و ستكون هذه المعلومات مفيدة إذا قررنا أن نستقر على الكوكب الأحمر في العقود القليلة المقبلة حيث عدم وجود الغلاف الجوي هو واحد من العقبات الرئيسية.

تقول “DiBraccio” : “المريخ معقد حقا ولكنه مثير للاهتمام في الوقت نفسه”.

وقد عرض البحث في الاجتماع السنوي لجمعية العلوم الفلكية الأمريكية لعلوم الكواكب .

أنجزت المركبة الفضائية “مافن” عامها الأول من الأبحاث المدارية حول المريخ، ولكن من المتوقع أن تستمر مهمتها الموسعة لمدة ست سنوات أخرى حيث أنها لا تزال بمثابة مرشد للمركبات الاستكشافية الحالية والمستقبلية للمريخ و النظام الشمسي.


اقرأ أيضا :

“إيلون ماسك” ينشر مخططا جريئا لإستعمار المريخ بمليون شخص


المصدر