حقق المختبر الوطني العالي للمجال المغناطيسي في الولايات المتحدة تجربة جديدة لأقوى مغناطيس فائق التوصيل في العالم و الذي تم تسميته “32 T” حيث يعتبر أقوى بنسبة 33٪ من قدرة التوصيل المغناطيسي السابقة.
و يعتبر مختبر (National MagLab) الذي يقع في فلوريدا رائدا في هذا المجال حيث في أغسطس/أوت الماضي استعاد فريق البحث في المختبر لقب “أقوى مغناطيس مقاوم في العالم” بعد أن خسره في عام 2014 و الذي سجل قدرة 41.4 تسلا (وحدة قياس المجال المغناطيسي).
و قد حقق الإكتشاف الجديد لأقوى مغناطيس فائق التوصيل رقما قياسيا يبلغ 32 تسلا، مما يجعله أقوى بنسبة 33٪ تقريبا من المغناطيس الذي يحمل الرقم القياسي السابق و كمرجع لفهم هذا المقياس فقدرة هذا المغناطيس أكثر ب 3000 مرة من المغناطيس الموجود في ثلاجة المنزل.
وقال Greg Boebinger مدير المختبر فى بيان صحفي “ان هذا يمثل خطوة تحول كبيرة فى تكنولوجيا المجال المغناطيسي و سيحدث هذا ثورة حقيقية”.
و أضاف :”سيسمح لنا هذا الإكتشاف الجديد بتقديم تقنيات تجريبية جديدة هنا في المختبر و كذلك ستساهم في تعزيز قوة الأدوات العلمية الأخرى مثل الأشعة السينية و في مجال النيوترونات المنتشرة في جميع أنحاء العالم”.
الموصلات الفائقة تعتبر ذات فاعلية كبيرة في تشغيل مجموعة من الأجهزة المختلفة من آلات التصوير بالرنين المغناطيسي إلى أنظمة النقل عالية السرعة، و من مفاعلات الانصهار النووي الى مصادمات الجسيمات الهائلة.
و لذلك من المتوقع أن يساعد هذا المغناطيس الفائق التوصيل في تقدم البحوث في عدة مجالات، بما في ذلك الفيزياء و الكيمياء و البيولوجيا و المادة الكمية. و للمساعدة في ذلك قام المختبر بإعلانه دعم العلماء من جميع أنحاء العالم لتقديم طلب للحصول على فرصة لاستخدامه.
الفريق لا ينوي التوقف عند قدرة 32 تسلا و لهذا يسعى الباحثون في المختبر لتحقيق قدرة أكبر لأقوى مغناطيس فائق التوصيل و هو الامر الذي أكده المهندس Huub Weijers – الذي أشرف على بناء المغناطيس – و الذي يتوقع أن تتطور قدرة المغناطيسات الى أبعد من هذا في المستقبل.
وقال Weijers : “لقد فتحنا مجالا جديدا هائلا”. “أنا لا أعرف ما هو هذا الحد، لكنه يتجاوز 100 تسلا حيث المواد المطلوبة موجودة و لكن التكنولوجيا و الإستثمارات هي فقط التي تفصلنا عن تحقيق هذا الرقم”.