شركة أبحاث الذكاء الاصطناعي “OpenAI” تطور نظاماً يمنح الروبوتات القدرة على تعلم المهارات البشرية

تمكن باحثون مدعومون من الملياردير “ايلون ماسك” و كذلك “سام ألتمان” الذي يعتبر من كبار رواد التكنولوجيا في سليكون فالي، من تطوير طريقة جديدة لاستخدام البرمجيات لتعليم بعض المهام اليدوية للروبوتات (الإنسان الآلي) . و هو ما سيفتح الباب مستقبلا لتوسع المشروع عبر استخدامه لتدريب الروبوتات للقيام ببعض المهام البشرية في صناعات مختلفة كالبناء و الرعاية الصحية و غيرها.

وقال باحثون في OpenAI  والتي تأسست عام 2015 ، وهي شركة أبحاث الذكاء الاصطناعي الغير الربحية تتخذ من سان فرانسيسكو مقراً لها انهم طوروا يدا روبوتية تستطيع تدوير مكعب بمهارة خارقة و بدقة كبيرة من خلال ممارسة ما يعادل مائة عام من عمليات محاكاة الكمبيوتر (بضعة أيام فقط في الوقت الحقيقي).

لا تزال اليد الروبتية بعيدة عن تحقيق رشاقة اليد البشرية ، وأبعد من أن يتم نشرها في مصنع أو مستودع. ومع ذلك ، يظهر البحث إمكانية تعليم وتدريب الآلات على تطوير قدرات جديدة . و التي يرى العلماء أنها في يوم ما قد تعلم نفسها مهارات جديدة عن طريق المحاكاة داخل العوالم الافتراضية ، والتي ستسرع كثيرا من عملية البرمجة و التدريب.

و تم تطوير هذا النظام الآلي ، الذي يطلق عليه اسم “Dactyl” ، حيث يستخدم يدًا آليًا جاهزة من شركة بريطانية تدعى “Shadow” و ثلاث كاميرات عادية و خوارزميات الذكاء الاصطناعي.

تستخدم هذه الخوارزميات تقنيات تعلم الآلة لتدريب نظام “Dactyl” على المهمة وهي القدرة على اللعب بالمكعب عبر تحديد الأوجه المختلفة ، و تركه ليكتشف من خلال التجربة والخطأ أي الحركات ستحقق النتائج المرجوة.

و أظهرت مقاطع الفيديو لـ “Dactyl” أنه يستطيع تدوير المكعب مع خفة حركة مثيرة للإعجاب. و كذلك قدرته على تحديد طريقة للسيطرة عليه تلقائيا مثل البشر. لكن الأبحاث أظهرت أيضاً إلى أي مدى يجب ان تستمر عملية المحاكاة و التدريب حيث كان الروبوت قادرًا فقط على التحكم في المكعب بنجاح 13 مرة من أصل 50 مرة.

و استخدم الفريق في عمليات المحاكاة الكثير من قوة الحوسبة : حوالي 6144 وحدة معالجة مركزية وثمانية معالجات رسوميات قوية من نوع “إنفيديا” V100 . و هذا الكم الهائل من الأجهزة لا يكون متاحا في الغالب إلا لعدد قليل جدًا من المؤسسات البحثية أو شركات التكنولوجيا.

ezg.gif

و يقول “رودني بروكس” ، الأستاذ الفخري في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا و مؤسس شركة “Rethink Robotics” ، وهي شركة ناشئة تعمل على تصنيع روبوتات صناعية أكثر ذكاءً: “لن يتناسب ذلك مع تدفق العمل الصناعي في أي وقت قريب. لكن هذا جيد فقد أظهر الروبوت مهارات سلسة “.

تستمد أنظمة الذكاء الاصطناعي الطريقة التي يبدو أن الحيوانات تتعلم من خلال ردود فعل إيجابية. وقد تم اقتراحه لأول مرة منذ عدة عقود ، إلا أنه أثبت نجاحه العملي في السنوات الأخيرة بفضل التقدم الذي أحرزته تكنولوجيا الشبكات العصبية الاصطناعية. استخدمت شركة “DeepMind” التابعة لجوجل التعلم العميق لإنشاء “AlphaGo” ، وهو برنامج كمبيوتر يطور نفسه لإتقان بعض الألعاب.

وقد قام باحثون آخرون في مجال الروبوتات باختبار هذا النهج لفترة من الوقت ، ولكنهم واجهوا صعوبة في تقليد تعقيدات العالم الحقيقي وعدم إمكانية التنبؤ بها. و لقد توصل الباحثون في “OpenAI” إلى هذا الإنجاز عن طريق إدخال تغييرات عشوائية في عالمهم الافتراضي ، بحيث يمكن أن يتعلم الروبوت حساب حالات الإزعاج مثل الاحتكاك ، الضوضاء و الصور .

و أشار “أليكس راي” ، وهو أحد المهندسين الذين يعملون على المشروع ، الى أن نظام “Dactyl” يمكن تحسينه من خلال منحه المزيد من القدرة على المعالجة عبر المزيد من عمليات المحاكاة. وقال : “لا أعتقد أننا وصلنا إلى الحد الأقصى ، و يضيف أنه لا توجد خطة لمحاولة تسويق التكنولوجيا حيث يركز فريقه فقط على تطوير أقوى أساليب التعلم العميق الممكنة”.

و يقول “ديمتري بيرينسون” ، وهو عالم روبوتات في جامعة ميتشيغان : “من الصعب القيام بذلك بشكل جيد. كما أنه ليس من الواضح تماماً إلى أي مدى سيأخذنا منهاج تعلم الآلة فهناك الكثير من الجهد البشري الذي يشرف على تنفيذ التعليمات الصحيحة لمهمة محددة”.

لكنه يعتقد أن التعلم بالمحاكاة يمكن أن يكون مفيدًا للغاية : “إذا تمكنا من عبور فجوة الواقع بشكل صحيح ، فهذا يجعل التعلم أكثر سهولة”.

كبار خبراء تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يتعهدون رسمياً بعدم تطوير “الروبوتات القاتلة”

المصدر

5 تعليقات

    التعليقات معطلة.