دراسة جديدة لناسا تكشف عن الآثار الصحية المتعلقة بالبقاء لمدة طويلة في الفضاء

حققت دراسة التوأم التي أجرتها إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) حدثًا رئيسيًا جديداً. و تظهر نتائج الدراسة التي تحاول معرفة تأثير البقاء لمدة طويلة في الفضاء على صحة رائد الفضاء “سكوت كيلي” أن النتائج المبكرة التي توصل إليها الباحثون في عام 2017 كانت صحيحة.

و أمضى رائد الفضاء الأمريكي “سكوت كيلي” 340 يومًا على متن محطة الفضاء الدولية في عام 2015 إلى عام 2016 ، جنبًا إلى جنب مع زميله الروسي ميخائيل كورنينكو. و كانت الرحلة الرئيسية هي أطول رحلة لرائد فضاء أمريكي ، مما وفر للمحققين فرصة لرؤية كيف تتغير صحة الإنسان في غضون عام تقريبًا في الفضاء الخارجي.

و كان الدافع الذي جعل وكالة ناسا تستخدم “سكوت” كموضوع اختبار ؛ هو أنه لديه أخ توأم ، “مارك” و الذي سافر كرائد فضاء خلال برنامج المكوك الفضائي من قبل. لذلك ، بينما كان “سكوت” على متن محطة الفضاء الدولية ، جمع الباحثون بيانات منه و من أخيه التوأم “مارك” الذي بقي على الأرض لتعزيز فرضياتهم.

التحضير لمهمة المريخ

قضاء سنة في الفضاء يمثل فترة طويلة وفقا لمعايير اليوم ، ولكن الرواد يستعدون لرحلات مستقبلية إلى المريخ. و من المحتمل أن تأخذ تلك الرحلة رائد فضاء في فترة ما يقرب من ثلاث سنوات. وتقول ناسا إن رؤية رد فعل جسم “سكوت” سيوفر لها فكرة عن الآثار المحتملة.

لكن هناك حاجة لمزيد من المعلومات حول الآثار الصحية للسفر في الفضاء قبل القيام برحلات مستقبلية. و حتى الآن ، يعرف الباحثون بعض من الآثار الصحية مثل : ضعف العظام ، تغير السوائل ، وفي بعض الحالات يعود رواد الفضاء مع تغيرات دائمة في مجال الرؤية. و يجري فريق الباحثين حاليا دراسة حول بعض التدابير الوقائية.

وذهبت دراسة التوام إلى أبعد من ذلك ، بما في ذلك مسح الجينومات وجمع البيانات عن الصحة الجسدية والنفسية لكل من “سكوت” و “مارك”. ففي حالة “سكوت” ، اختفت بعض التغييرات في جسمه بعد ساعات أو أيام قليلة فقط من الهبوط ، بينما بقي بعضها الى فترة ستة أشهر.

و فيما يلي بعض النتائج الرئيسية الجديدة:

  • أصبحت تيلوميرات سكوت – أو أطراف الكروموسومات التي تتقلص مع التقدم في السن – أطول بكثير في الفضاء. وقد كان هذا الاكتشاف معروفًا في عام 2017 ، لكن الباحثين أكدوا ذلك واكتشفوا أيضًا أن معظم التيلوميرات قد أصبحت أقصر مرة أخرى خلال يومين من هبوط سكوت.

  • حوالي 7 في المائة من جينات سكوت قد كان لها تغيرات طويلة المدى بعد رحلات الفضاء ، في مجالات مثل إصلاح الحمض النووي ، الجهاز المناعي ، تكون العظام ، نقص الأكسجين (نقص الأوكسجين في الأنسجة) و hypercapnia (ثاني أكسيد الكربون المفرط في تيار الدم). 93 في المئة من جيناته سرعان ما عاد إلى طبيعته.

  • لم يكن لسكوت أي انخفاض كبير في الأداء المعرفي بعد عام واحد في الفضاء ، مقارنة مع مارك أو مع رواد الفضاء الذين يسافرون  في مهمة لمدة ستة أشهر. غير أن الباحثين لاحظوا انخفاضًا ملحوظًا في سرعة ودقة سكوت في مجال الإدراك . وقال مسؤولون في ناسا ان هذا ربما حدث بسبب “اعادة التعرض لتغييرات الجاذبية والجدول المزدحم الذي شهدته مهمة سكوت”.

  • كما رأى الباحثون أيضا أن رحلات الفضاء ترتبط بتحولات المغذيات ، والإجهاد و الحرمان من الأكسجين والمزيد من الالتهابات. حيث جمعوا الأدلة بعد النظر في “أعداد كبيرة” من البروتينات (سلاسل الأحماض الأمينية) ، السيتوكينات (المواد التي تفرزها الخلايا في جهاز المناعة) والأيضات (المواد المتعلقة بالأيض) في جسم سكوت.

وقال مسؤولو وكالة ناسا أن : “كل هذه النتائج يجري ربطها وتلخيصها من قبل فرق البحث. كما يقيم الباحثون التأثير المحتمل لهذه النتائج على السفر في الفضاء في المستقبل الى أبعد من مدار الارض”.

هذا و سيتم إصدار المزيد من التفاصيل في ورقة بحثية متكاملة سيتم نشرها في وقت لاحق من هذا العام. وذكرت وكالة ناسا أن : “سلسلة من الأوراق البحثية التي تم تجميعها من مختلف الدراسات ذات الصلة ” سيتم الكشف عنها في وقت لاحق.

المصدر