جوجل تهدف لتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في كل منتجاتها للوصول الى كل جوانب حياتنا

أخذت جوجل مجال تطوير الأجهزة بجدية بعد سنوات من التجريب. ولكن يبدو ان هدفها ليس لتصبح أبل أو سامسونج آخر… بدلا من ذلك، يبدو أنها ستقوم باستخدام قسم الأجهزة لإدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي في جميع جوانب الحياة.

فجأة،أصبحت جوجل تبدو و كأنها شركة لصناعة الأجهزة

ومع اقتراب موسم العطل، بدأت عروض جوجل تبدو أكثر مثل ما تقوم به كل من سامسونج أو أبل، وليس عملاق البحث الذي نعرفه.

وقد بدأت هواتف “بكسل 2” الجديدة التي على الرغم من تصاميمها وشاشاتها الغير جذابة، حصلت على مراجعات إيجابية إلى حد كبير. ويأتي بعد ذلك عدد كبير من الأدوات الجديدة و سماعات الأذن اللاسلكية وجهاز كروم بوك والإصدارات الكبيرة  والصغيرة من مكبرات الصوت الذكيية لجوجل هوم، وكاميرا تشبه غوبرو، بالإضافة إلى نسخة محسنة من سماعة رأس الواقع الافتراضي.

لقد تعثرت جوجل مع الأجهزة في الماضي دون نجاح كبير، ولكن يبدو أن الشركة الآن جادة حول تحويلها إلى برنامج عمل حقيقي.

Made-By-Google-Event-Pixel-October-796x408

في العام الماضي قامت الشركة بتوظيف Rick Osterloh الرئيس السابق لشركة موتورولا على رأس قسم تطوير الأجهزة.و أنفقت جوجل أيضا أكثر من 1 مليار لتعزيز قدراتها في مجال الهواتف المحمولة بالشراكة مع HTC.

للوهلة الأولى، تبدو الأجهزة و كأنها جزء من عروض الشركة

إذا كانت جوجل جدية في دخول مجال الأجهزة، فهذا لايبدو واضحا فتقريبا جميع إيراداتها لا تزال تأتي من الإعلانات. وسوق الهواتف الذي دخلته بهاتفها بكسل الجديد مشبع بالفعل.

و من حيث تأثيرها المحتمل على المبيعات الإجمالية لشركة جوجل ، لا يبدو قسم الأجهزة في الشركة وكأنه سيكون أكثر من مجرد عرض صغير لأعمال البحث الأساسية.

ولكن هذا لا يعني أنه غير مهم فجوجل ترى أنظمة الذكاء الإصطناعي كنظام الأندرويد المقبل

google-app-search-image

وقد ألمحت جوجل إلى سبب بذلها الكثير من الجهد في بحث وتطوير الأجهزة في الحدث الصحفي الذي عقدته في وقت سابق من هذا الشهر عندما عرضت هواتف بكسل الجديدة وأظهرت منتجاتها الأخرى. وكان الموضوع الأساسي لهذا الحدث هو مساعد جوجل الذكي، مساعد الشركة الذي سينافس “اليكسا” من أمازون و “سيري” من أبل.

و ترى جوجل بوضوح المساعد الشخصي “الذكاء الاصطناعي بشكل عام ” كالتكنولوجيا الأساسية الكبيرة التالية، والتي يمكن أن ترقى قريبا إلى تكنولوجيا البحث و الأندرويد.

و من خلال الحدث الصحفي، يبدو واضحا أن جوجل يستعمل الأجهزة “كحصان طروادة” لجهوده لتطوير الذكاء الاصطناعي ،و كوسيلة لتسلل مساعدها الى منازل المستهلكين وحياتهم.

بالنسبة لكل الحديث في صناعة التكنولوجيا حول أجهزة الحوسبة الجديدة التي يمكن أن تحل محل الهاتف الذكي، مثل نظارات الواقع المعزز و الساعات الذكية، فإن البرامج الكامنة وراء هذه الأجهزة من المرجح أن تكون أكثر أهمية من الأجهزة نفسها. لأن الذكاء الكامن وراء تلك الأجهزة هو الذي سيحقق الأهداف.

ومن بين اللاعبين الرئيسيين في مجال التكنولوجيا، أصبحت جوجل في أفضل وضع ممكن لتشغيل هذه الأجهزة من الجيل التالي، لأن نظامها للذكاء الاصطناعي وما يتصل به من “أجهزة” هو الأفضل بين منافسيه.

تعمل جوجل على حشو أجهزتها بـ تقنيات الذكاء الاصطناعي

و يبلغ عمر مساعد جوجل عاما واحدا فقط، و لكنه أثبت بالفعل قدرته على المنافسة أكثر من المنافسين الذين سبقوه، مثل سيري و أليكسا و كورتانا . وتتمثل ميزة جوجل في أن المساعد يمكنه الاستفادة من ثروة المعلومات التي استخلصتها الشركة عنك من سجل البحث وحساب جيميل وغير ذلك، ويمكن للمساعد أن يخيط كل هذه المعلومات معا بشكل أفضل من أي من منافسيه.

التحدي الرئيسي لجوجل هو الحصول على تقنيات الذكاء الاصطناعي ذات الصلة داخل المزيد من الأجهزة وفي أيدي المزيد من المستهلكين.

google-sign

تتضمن جميع منتجات جوجل الجديدة تقنيات الذكاء الاصطناعي بطريقة أو بأخرى. على سبيل المثال، يستخدم جوجل كليبس الكاميرا الجديدة لمراقبة ما يحدث من حولها لتحديد أفضل وقت لاتخاذ مقاطع الفيديو قصيرة. ثم تنقل هذه المقاطع إلى صور جوجل ، وهي خدمة تخزين الصور في الشركة والتي توفر ميزة التعرف على الصور التي تتحسن باستمرار.

كما أضافت جوجل الذكاء الاصطناعي في بيكسيل بادز الجديد، سماعات الأذن اللاسلكية التي يمكن أن تترجم اللغات في الوقت الحقيقي و قد بنيت مساعدات جوجل في العديد من منتجاتها الجديدة الأخرى بما في ذلك هواتف بكسل 2 وسماعاتها الجديدة والكمبيوتر المحمول بيكسل بوك.

عملاق البحث يستخدم تقدمه لتحفيز صناع الأجهزة الآخرين لإعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي

الآن و بعد أن أضافت الشركة تقنيات الذكاء الاصطناعي في منتجاتها الخاصة، فالتحدي الجديد هو إقناع شركائها في مجال الأجهزة لإدخال هذه التقنيات، تماما كما فعلت مع الأندرويد في العقد الماضي. و هنا يأتي دور أجهزة جوجل.

تعمل أجهزة جوجل كمعايير للمصنعين الذين يبنون أجهزة تعتمد على الأندرويد ومنصات عملاق البحث الأخرى. و على افتراض أن هذا هو ما تسير عليه الامور فسيكون هناك قريبا الكثير من المنتجات الأخرى التي تشمل تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تطورها جوجل.

يمكننا أن نرى ذلك بالفعل حيث بغض النظر عن الشركة المصنعة فجميع هواتف الأندرويد الجديدة تأتي بميزة المساعد الذكي. بما في ذلك سوني وباناسونيك و هواوي و شاومي و قريبا شركات أخرى ستقوم ببناء مساعد في المساعدات الصوت الذكية الخاصة بها.

كما ان تقنيات الذكاء الاصطناعي من جوجل تسلك طريقها إلى أجهزة أكثر. على سبيل المثال أعلنت شركة إل جي في وقت سابق من هذا العام أنه سيمكنك قريبا التحكم في الغسالات وماكنات التنظيف عن طريق مساعد جوجل. ودمج هذه التقنيات في عدد أكبر من نواحي الحياة سيساعد في تطويرها.

باستخدام أجهزتها لإدخال الذكاء الاصطناعي في حياتك فجوجل وضعت نفسها في مركز قيادة لهذه الثورة التكنولوجية.


اقرأ أيضا :


سامسونج تلتحق بكبرى شركات التكنولوجيا و تقوم بافتتاح مختبر لأبحاث الذكاء الإصطناعي في كندا

المصدر