توقعات أسواق الشرق الأوسط في عام 2018

وكالة بلومبيرغ : “طالما تعتمد اقتصادات الخليج على النفط سيبقى الخام عاملا في تحديد كيفية تداول المستثمرين للأسواق الإقليمية و لكن يجب أيضا دراسة العوامل الجيوسياسية المتغيرة”.

خلال الاثني عشر شهرا الماضية، تصاعدت التوترات بين السعودية و إيران و تم قطع العلاقات مع قطر من قبل بعض دول مجلس التعاون الخليجي و ازدادت التوترات في الملف اليمني كما بدأت السعودية حملة على الفساد أدت إلى اعتقال رجال أعمال و مسؤولين كبار و أمراء بما في ذلك الأمير الوليد بن طلال.

و أكد تصنيف بلومبيرغ للمؤشرات الرئيسية أن ارتفاع المخاطر الجيوسياسية في المنطقة أثرت في رد فعل المستثمرين في الشرق الأوسط على أسعار النفط ، مما جعل أداء مؤشرات الأسهم في دول مجلس التعاون الخليجي الستة الأكثر ارتباطا بالنفط الخام سلبيا منذ عام 2014.

وانخفض مؤشر الاسهم بنسبة 3 في المائة فى العام الماضي حتى بعد انتعاش اسعار النفط الخام الى اعلى مستوى لها منذ عام 2015.

و قال Max Wolman مدير الاستثمار في شركة “Aberdeen Standard Investments ” في لندن: “من الصعب جدا عندما تكون هناك مخاوف جيوسياسية، لأنك لا تعرف الطريقة التي سوف يتقلب بها السوق”.

و هذه هي بعض التوقعات حول أسواق الشرق الأوسط في عام 2018:

المملكة العربية السعودية

تسعى المملكة إلى بيع ما يصل إلى 5 في المائة من شركة النفط السعودية أرامكو في عام 2018 في ما يمكن أن يكون أكبر طرح عام أولي من أي وقت مضى.

و هناك توقعات بأن يتم إضافة البلاد إلى مؤشر الأسواق الناشئة في FTSE Russell في مارس. و يرى أيضا بعض الاستراتيجيين مثل محمد الحاج في المجموعة المالية هيرميس مقرها القاهرة ان يتم إدراجها في مؤشر MSCI في يونيو/جوان المقبل.

كما سيراقب المتداولون دور المملكة السياسي، خاصة في ظل التورترات بين إيران و المملكة العربية السعودية و استمرار مقاطعة قطر منذ يونيو/جوان الماضي .

و على غرار عام 2017، سيحتاج المستثمرون إلى مواكبة وتيرة التغييرات المحلية، بما في ذلك تداعيات ضريبة القيمة المضافة. و حملة مكافحة الفساد التي شملت مجموعة من رجال الأعمال كان أبرزهم الأمير الوليد بن طلال.

كما أعلنت الحكومة عن مشروع ضخم بتكلفة تقدر بحوالي 500 مليار دولار لبناء مدينة جديدة تسمى نيوم على ساحل البحر الأحمر.

مصر

تسير الحكومة المصرية قدما في الإصلاحات الهيكلية التي ساعدت على جعل أصول البلاد من بين أفضل المؤشرات أداءا في الشرق الأوسط. حيث بلغت الحيازات الأجنبية لأذون الخزانة نحو 19 مليار دولار في نهاية نوفمبر /تشرين الثاني حيث قامت السلطات بإزالة معظم القيود المفروضة على العملة و خفض الدعم.

و ارتفع مؤشر البورصة المصرية الرئيسي EGX 30، أكثر من 20 في المائة في عام 2017 أي ضعف أقرب منافسيه في الشرق الأوسط.

و قال خالد درويش، مدير محفظة الأسهم في شركة سي كابيتال لإدارة الأصول في القاهرة، أنه من المتوقع أن يخفض البنك المركزي سعر الفائدة الرئيسي في عام 2018، ومن المرجح أن يدفع المزيد من المستثمرين إلى اختيار الأسهم على السندات. و قال ان اسهم الرعاية الصحية و البنية التحتية و المستهلكين حصلت على التقييمات الاكثر جاذبية.

قطر

وفقا لتقرير وكالة بلومبيرغ الأخير تداولت اسهم الدولة الغنية بالغاز في العام الماضي عند اقل مستوى لها مقارنة بالأسواق الناشئة في منطقة الشرق الأوسط منذ عام 2010 حيث ان المقاطعة من جانب بعض دول مجلس التعاون الخليجي غذت اسوأ اداء سنوي منذ عقد تقريبا. كما ارتفعت متوسط الفجوة بين القيمة الداخلية و الخارجية للريال القطري. بنسبة7٪.

وقالت السلطات في ديسمبر/كانون الأول ان هناك دلائل على التلاعب في تداول العملة، وان البنك المركزى لديه “تغطية كافية” من الاحتياطيات للدفاع عن الربط بالدولار . وقال آرثي شاندراسيكاران نائب رئيس قسم الأبحاث في شعاع كابيتال في دبي: “إن البنوك المحلية مرنة على نطاق واسع ” بسبب دعم الحكومة.

الإمارات العربية المتحدة

بعد تحقيق الإكتتاب العام في دبي و أبوظبي مبلغ 2.16 مليار دولار في الربع الأخير من عام 2017، فإن شركة الإمارات العالمية للأمنيوم أصبح لديها قائمة مزدوجة في الأسواق.

و أصبحت الشركة مملوكة بشكل مشترك من قبل كل من صندوق مبادلة للاستثمار في أبوظبي و شركة دبي للاستثمار. حيث قال الرئيس التنفيذي لصندوق مبادلة خلدون المبارك في أكتوبر أنه يتوقع أن يتم العرض في عام 2018.

كما تعمل أبوظبي مع البنوك لبيع الأوراق المالية بالعملة المحلية لأول مرة في عام 2018، وفقا لبعض المصادر. و بالنسبة للمستثمرين في منطقة الشرق الأوسط الذين يبحثون عن الحماية من ارتفاع أسعار النفط و الدولار فإن أصول الإمارة توفر “أفضل خيار” وفقا لما ذكره حسنين مالك، رئيس أبحاث الأسهم في شركة  Exotix Partners مقرها دبي.

و سوف يراقب المستثمرون ايضا تأثيرات ضريبة القيمة المضافة الذي بدأ تطبيقها في يوم 1 يناير/جانفي 2018.

الكويت

قال سيمون كيتشن، رئيس الإستراتيجية في البنك الاستثماري هيرميس مقره القاهرة في مقابلة مع وكالة بلومبيرغ :”لقد قامت الكويت بالكثير من الإصلاحات التي يتطلبها مقدمو الخدمات خلال العام الماضي”.

و أضاف : ” لديها اقتصاد كان دائما الأقوى و الأكثر منافسة في منطقة الشرق الأوسط و كذلك توفر الكثير من السيولة المالية يتم ضخها في السوق التي بدأت تفعل الخيارات الصائبة. و الأهم من ذلك أن المستثمرين الأجانب و حتى الإقليميين لم ينظروا مطلقا إلى الأصول الكويتية بهذه الجدية من قبل”.

و وسط الإصلاحات الجارية قد تبدأ تداولات مؤشر الأسهم الجديد بعد الانتهاء من إعادة تنظيم الشركات المدرجة في فئات مختلفة. كما أصدرت الهيئة التنظيمية مناقصة للخدمات الاستشارية لخصصة البورصة.

البحرين

إن أصغر اقتصاد في دول مجلس التعاون الخليجي و الذي يعتمد على الحليف السعودي قد يناضل من أجل تلبية الطلب المتزايد على العملة الأجنبية أو التعامل مع آثار تدهور تقييمات المستثمرين.

و قام المؤشر العالمي ستاندرد آند بورز في ديسمبر/كانون الأول بخفض تصنيف البلاد إلى “+B “، أربعة مستويات أقل من الدرجة الاستثمارية.

و قال عصام كسابية، محلل الأسهم في دبي في شركة ميناكورب للخدمات المالية في تصريح لـ وكالة بلومبيرغ : “إن أسهم البحرين هي من بين الأسهم الأقل تداولا في دول مجلس التعاون الخليجي، و لكن المستثمرين لديهم المزيد من الخيارات لشراء أسهم الشركات البحرينية كما المدرجة في دبي”.

و بدأ البنك الخليجي التجاري التداول في دبي في ديسمبر/كانون الأول، كما تنتظر شركة الإثمار القابضة موافقة البنك المركزي البحريني على إدراجها في الإمارة.

سلطنة عمان

كانت توقعات “ستاندرد اند بورز” في تشرين الثاني / نوفمبر ان “الدين الخارجي العماني سيتجاوز اصوله الخارجية السائلة للمرة الاولى العام المقبل مع اتساع الفجوة خلال هذه الفترة حتى عام 2020”.

و هي واحدة من ثلاث شركات تصنيف عالمية تقوم بخفض درجة الائتمان في البلاد في العام الماضي مع تدهور السوق المالي في عمان. و بلغ العائد على السندات الحكومية للدولار التي يستحق أجلها في عام 2047 ذروته عند 6.62 في المائة في نوفمبر/تشرين الثاني.

وقال جويس ماثيو، رئيس قسم أبحاث الأسهم في شركة يونايتد للأوراق المالية في مسقط، إن مؤشر سوق مسقط للأوراق المالية حقق أسوأ أداء له في العام الماضي في المنطقة بعد قطر حيث عانت الشركات من زيادة الضرائب.

و أضاف انه ينبغي للمستثمرين أن يشهدوا انتعاشا تدريجيا في أرباح الشركات في عام 2018 و معظمهم في قطاع الخدمات و القطاع الصناعي.


اقرأ أيضا :


شركات الطاقة الخليجية تسجل إصدارات ديون قياسية في عام 2017

المصدر