إنطلاق عملية ترقية مصادم الهدرونات الكبير لتحسين قدراته على تحقيق المزيد من الإكتشافات حول النظريات القياسية للكون

إنطلقت عملية تحديث رئيسية على مستوى مصادم الهدرونات الكبير (LHC) في مختبر المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية (CERN) في جنيف يوم الجمعة (15 يونيو) على أمل أن توفر رؤى جديدة في فيزياء الجسيمات و إكتشاف المزيد حول النظريات القياسية للكون.

ووفقًا لتقرير “الغارديان“، ستجعل الترقية المصادم “LHC” أكثر حساسية للتفاعلات الدقيقة في قوانين الفيزياء ، ويأمل العلماء في أن يمهد هذا الطريق لنظريات جديدة للكون.

و أوضحت منظمة (CERN) في بيان لها: “بحلول عام 2026 ، سوف يحسن هذا التحديث بشكل كبير من أداء مصادم الهدرونات الكبير LHC ، و ذلك من خلال زيادة عدد التصادمات في التجارب الكبيرة ومن ثم تعزيز احتمال اكتشاف ظواهر فيزيائية جديدة ، و من المتوقع أن يتضاعف عدد التصادمات في الإجتبارات من خمسة إلى 10 مرات بالمقارنة مع القدرة الحالية”.

و من المفترض أن تستغرق الترقية التي تبلغ قيمتها 953 مليون دولار حوالي ثماني سنوات. و سيتم إغلاق المصادم لمدة عامين في عام 2019 حيث سيتم تركيب أدوات مغناطيسية وحزم جديدة ، في حين سيتم تركيب الجزء الأكبر من المعدات الجديدة خلال فترة توقف أطول من 2024 إلى 2026.

تم إفتتاح مصادم الهدرونات الكبير LHC ، أكبر وأقوى مسرعات الجسيمات في العالم ، في عام 2008 بهدف الحصول على إجابات لمفاهيم فيزيائية مثل : المادة المظلمة. و يمتد المصادم عبر حلقة طولها 27 كيلومترا تحتوي على مغناطيسات فائقة التوصيل مع عدة هياكل مسرعة تزيد من طاقة الجسيمات.

وقالت “فابيولا جيانوتي” ، المديرة العامة للمركز لرويترز : “سيسمح لنا هذا بتحقيق إكتشافات جديدة و محاولة إثبات النظريات المتقدمة في الفيزياء الأساسية ، مع مزيد من الفرص للعثور على إجابات لطموحات العلماء”.

في العام الماضي أنتج المصادم حوالي 3 مليون جسيم “بوزون هيغز” والذي  تنبأ الفيزيائي البريطاني “بيتر هيغز” عام 1964 ، و هو الجسيم الذي تم اكتشافه في عام 2012 و الذي يعتقد العلماء أنه المسؤول عن اكتساب المادة لكتلتها ؟.

وحصل كل من العالم البريطاني “هيغز”، و البلجيكي “فرانسوا إنغلرت” على جائزة نوبل في الفيزياء لعام 2013، لأعمالهما حول “بوزون هيغز” و وكوفئ الرجلان البالغان 80 و84 عاماً على التوالي، على أعمالهما التي أدت إلى : “الاكتشاف النظري لآلية تسهم في فهمنا لأصل كتلة الجسيمات دون الذرية الذي تم تأكيده في تجارب مصادم الهدرونات الكبير LHC “.

و تضيف منظمة (CERN) ان المصادم سينتج ما لا يقل عن 15 مليون “بوزون هيغز” سنويا ، مما يسمح للفيزيائيين بالتعرف بشكل أفضل على واحدة من أحدث و أهم الاكتشافات. كما ستساعدهم في البحث أيضًا عن جسيمات أخرى ، بالإضافة الى محاولة تفسير نظريات المادة المضادة والانفجار العظيم في بداية الكون.

و تقول “جيانوتي” : “بالنسبة لي شخصياً ، حل لغز المادة المظلمة للكون سيكون شيئاً عظيماً … لا يمكن التنبؤ بقيمة الاكتشافات ، ولكن من المتوقع أن يوفر هذا دفعة للعلوم والتكنولوجيا في المستقبل ، مما قد يؤدي إلى تسريع عمليات التصنيع أو تحسين قوة الحوسبة”.

“آي بي إم” تكشف عن “Summit” ، أسرع حاسوب فائق في العالم

المصدر

تعليق واحد

    التعليقات معطلة.