باحثون يقولون إن شركات الطاقة الكبيرة يجب أن تستثمر بشكل كبير في مصادر الطاقة المتجددة في آفاق عام 2035

يقول محللون إن أكبر شركات الطاقة يجب أن تستثمر بكثافة في مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2035 لتجنب التغيرات الكبيرة التي ستحدث في قطاع الطاقة العالمي وهو ماسيؤثر بشكل كبير في أعمالها الأساسية.

ووفقا لتقرير جديد صادر عن مجموعة “Wood Mackenzie”، فإن دراسات التغيرات العالمية في الطلب على الطاقة خلال العقد القادم يثبت أن أكبر شركات الطاقة يجب أن تضع خمس استثماراتها على الأقل في طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

و سيؤدي تراجع الطلب على النفط وغيره من أنواع الوقود الأحفوري وارتفاع الطلب على الطاقة المتجددة إلى دفع هذا التغيير في القطاع خلال العقود المقبلة ، و هو الأمر الذي سيدفع الشركات الى وضع استراتيجيات استثمارية جديدة.

تتمتع أكبر شركات الطاقة اليوم بحصة سوقية في قطاع النفط والغاز تبلغ حوالي 12٪. وللحفاظ على هذه النسبة، يقول المحللون إن الشركات ستحتاج إلى إنفاق أكثر من 350 مليار دولار على طاقة الرياح والطاقة الشمسية بحلول عام 2035.

و يشير هذا المستوى من الاستثمار الى أن الفاعلين في قطاع الطاقة و خاصة شركات الوقود الأحفوري، يعترفون بأن الطلب ، الوفرة  تغير المناخ و سياسات و جهود التحول نحو المصادر النظيفة كلها عوامل ستساعد على احداث تغيير كبير في هذه الصناعة.

و يقول “فالنتينا كريتسشمار” مدير الأبحاث في “Wood Mackenzie” في حديثه لصحيفة “الغارديان”: “إن الزخم الكامن وراء هذه التقنيات [المتجددة] لا يمكن وقفه الآن”. “حتى [شركات النفط] تعترف بأنها خطوة مهمة… ومن المؤكد أن هناك خطرا على أعمالهم الأساسية “.

renewable-growth-share-v2-1200x1408.png

المستقبل العاجل

و في هذا الصدد يبدو أن بعض الشركات بدأت في وضع خططها لمستقبل بعيدا عن الوقود الأحفوري ، و توظف شركة “Statoil” النرويجية حاليا نحو 100 شخص في أبحاث و حلول الطاقة المتجددة ، كما سوف تبدأ في إنشاء أول مزرعة رياح بحرية عائمة في العالم هذا العام.

كما تعمل شركة “شل” أيضا على الاستثمار في مزارع الرياح قبالة سوحل هولندا، وسوف تنفق مليار دولار سنويا على تكنولوجيا خلايا الهيدروجين ، الوقود الحيوي، والطاقة المتجددة بحلول عام 2020.

في عام 2016، وظفت شركة “total” الفرنسية 13 ألف شخص و أنفقت 4.7 مليار دولار على البطاريات والوقود الحيوي والطاقة الشمسية.

وفي الوقت نفسه، فإن مستقبل الوقود الأحفوري أصبح مهددا. حيث تزيد عائدات النفط والغاز بـ 33 مرة عن مصادر الطاقة المتجددة في الوقت الحالي ، ولكنها ستضيق إلى 13 مرة أو أقل بحلول بحلول عام 2035.

و كما يشير التقرير ، في حين أن عائدات إنتاج النفط والغاز كانت ضعف تلك الخاصة بالطاقة المتجددة، مثل مزارع الرياح تتمتع بتدفقات نقدية طويلة الأمد مما يعزز أرباحها مع مرور الزمن. وعلاوة على ذلك، قد تستمر مصادر الطاقة المتجددة في النمو أسرع بكثير مما كان متوقعا، و هو ما يترك شركات الطاقة بعيدا عن المنافسة إذا فشلت في تنويع مصادرها.

و ستكون النتيجة النهائية لهذه الشركات ببساطة هي الامتثال لأهداف تغير المناخ مثل الأهداف المنصوص عليها في اتفاقية باريس لرسم مستقبل أفضل لأعمالها التجارية.

المصدر