باحثون يدحضون النتائج التي نشرتها “ناسا” حول وجود مياه سائلة على سطح المريخ

في عام 2015، أعلنت وكالة ناسا أنها إكتشفت “أفضل دليل حتى الآن” بأن هناك أثار على وجود مياه على سطح المريخ : و هي عبارة عن بقع داكنة و التي تمثل خطوط رطبة رصدت على الكوكب الأحمر تحتوي على الأملاح و التي تشير الى إحتمال وجود المياه السائلة.و اقترح آخرون أن هذه الخطوط و الشرائط قد تؤوي حياة ميكروبية.

ولكن بعد ذلك قرر علماء معهد المسح الجيولوجي الأمريكي أن يقوموا ببحوث حولها في دراسة نشرت يوم الاثنين في مجلة Nature Geoscience، و حسب النتائج فقد إتضح أن هذه الشرائط الواعدة هي مجرد علامات تمثل تدفق الرمال الجافة أو الغبار.

وقال الباحث “Colin Dundas” في بيان صحافي ان : “هذا الفهم الجديد يدعم ادلة اخرى تظهر ان مناخ المريخ اليوم جاف جدا”.

والنتيجة هي أحدث خيبة للعلماء الذين كانوا يأملون في أن الشرائط التي تسمى “خطوط  المنحدرات المتكررة” قد تشير إلى أن المريخ ليس جافا تماما و ذو طبيعة صحراوية.

وقد لاحظ العلماء أن الشرائط نمت و تقلصت استجابة للمواسم تقريبا كما لو كان الماء المالح يجري تسخينه من قبل الشمس ثم يتدفق في التلال.

ليس ذلك فحسب، ولكن الشرائط تحتوي على عنصر بيركلورات و هي الجزيئات التي تساعد على بقاء الماء في الحالة السائلة مع تغير معدلات درجات الحرارة.حيث عندما قام فريق الباحثين بفحص العشرات من الصور الملتقطة في مواقع متعددة وجدوا أن “الشرائط” لم تتفاعل مثل المياه المتدفقة.

وهذا يبدو أنه يثبت أن المنحدرات الخطية المتكررة على سطح المريخ لم تتشكل عن طريق تدفق المياه، حيث خلص الباحثون الى أنها تشبه علامات حبيبات الرمال الجافة.

وهذا يتناسب مع دراسة نشرت في العام الماضي في مجلة Geophysical Research Letters  وجدت أن الشرائط لا تحتوي الا على 3 في المائة من الماء السائل .

ربما لن تستطيع خطوط المريخ الغريبة إبقاء رواد الفضاء أحياء و ربما لا تكون موطنا للكائنات الغريبة و لكن الكوكب الأحمر لا يزال يستحق الدراسة.

و يمكن ان تكون هذه الظواهر فريدة من نوعها لبيئة المريخ و لذلك هي تمثل فرصة لمعرفة طبيعته و هو أمر مهم لاستكشافه في البعثات المستقبلية.

المصدر