علماء يلاحظون ارتفاع غامض في انبعاثات بعض المواد الكيميائية المحظورة المدمرة لطبقة الاوزون

إن أحد الإنجازات الكبرى التي حققتها البشرية عندما يتعلق الأمر بمحاولة الحفاظ على بيئتنا هو التخلص التدريجي من مركبات الكربون الكلورية فلورية CFCs ، وهي المواد الكيميائية التي كانت تتسبب في تدمير طبقة الاوزون.

هذه أخبار رائعة ، لأن الطبقة تحمينا من أشعة الشمس فوق البنفسجية ، والتي يمكن أن تسبب سرطان الجلد ، الشيخوخة المبكرة للجلد وحتى الأضرار الجينية.

ومع ذلك ، قد تكون هناك مشكلة جديدة الآن. حيث اكتشف علماء من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وهولندا أن هنالك كيانا ما ، و لأسباب غير معروفة يستمر في إنتاج مركبات الكربون الكلورية فلورية و التي تم حظرها بموجب بروتوكول مونتريال في عام 1987.

ويشير التقرير الى أن المواد الكيميائية المعنية هي “CFC-11” ، و التي كانت تستخدم في صناعة الرغاوي للأثاث والمباني و لبعض الأجهزة الكهرومنزلية وفي الأيروسولات و المبردات. و التي من المفترض أن تكون قد خرجت بالكامل من عمليات الإنتاج بحلول عام 2010.

لكن تحليل المقاييس الجوية طويلة المدى يشير إلى أنه لا تزال عملية الإنتاج جارية في مكان ما في شرق آسيا وهذا يعني ان تركيزات “CFC-11” في الغلاف الجوي لم تتراجع كما هو متوقع.

وقال الباحث الرئيسي “ستيفن مونتزكا” و الكيميائي في الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) و الذي قاد البحث : إننا نرفع نداءا للمجتمع العالمي لنقول:” هذا ما يحدث ، و سيبعدنا عن أهدافنا في عملية استعادة طبقة الأوزون في الوقت المناسب” .

و أضاف: “لا نعرف لماذا ينتج شخص ما الـ CFC-11 وإذا كان يتم تصنيعه لغرض معين ، أو عن غير قصد كمنتج جانبي لبعض العمليات الكيميائية الأخرى”.

و قال خبير بروتوكول مونتريال “دوروود زيليك” لصحيفة “واشنطن بوست” إنه من الواضح أن شخصًا ما “يغش … الانبعاثات الحالية هي نفسها تقريبا بالمقارنة مع تركيزها قبل 20 عاما”.

وقال “زيليك”: “هناك بعض الاحتمالات الطفيفة بوجود إنتاج غير مقصود ، ولكن … هذا يوضح وجود دليل قوي على أنه يتم بالفعل إنتاجه”. و إذا كان من الممكن تحديد المصدر والتحكم فيه قريباً ، فإن الضرر الذي سيلحق بــ طبقة الاوزون سينحسر.

وقد وجدت الدراسة الجديدة أنه من عام 2014 إلى عام 2016 ، زادت انبعاثات CFC-11 بنسبة 25٪ فوق المتوسط المقاس في فترة 2002 إلى 2012 ، مما أدى إلى تباطؤ انخفاض هذه المادة الكيميائية بنسبة 50٪ عن عام 2012.

و يقول “مونتزكا” إنه إذا تم حل المشكلة الآن ، فإن الضرر سيكون طفيفًا. ولكن إذا سمح باستمرار المشكلة ، فقد يؤدي ذلك إلى تعريض عملية استعادة طبقة الاوزون للخطر و كذلك تفاقم تغير المناخ.

وقد نشرت الدراسة لاول مرة في المجلة العلمية Nature.

 

اقرأ أيضا : مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للأرض تصل إلى “أعلى مستوى لها في 800 ألف سنة”

 

المصادر : 12

تعليق واحد

    التعليقات معطلة.