المركبة الفضائية “نيو هورايزونز” ترصد هالة من الهيدروجين في حافة نظامنا الشمسي

على حافة نظامنا الشمسي و قبل الوصول إلى الفضاء بين النجمي ، لا تزال أجهزة الرصد العلمية من مختلف البعثات السابقة تساهم في إستكشاف بعض الأسرار الجديدة حول الكون.

و يبدو أن المركبة الفضائية نيو هورايزونز التابعة لوكالة ناسا، و التي تحلق منذ وصولها لكوكب “بلوتو” في عام 2015 في مهمة لدراسة أحد الكواكب الصغيرة في منطقة مليئة بالكويكبات تعرف باسم حزام كايبر ، قد اكتشفت ما يسميه العلماء بـ “جدار الهيدروجين” في حافة النظام الشمسي.

تم اكتشاف هذا الحاجز الفضائي من قبل “نيو هورايزونز” وذلك باستخدام جهاز “Alice” ، وهو تلسكوب ومطياف الأشعة فوق البنفسجية. وقد كان هدف “Alice” الرئيسي في المهمة هو جمع المعلومات عن الظروف الجوية في كوكب “بلوتو”.

لكن العلماء يستخدمون الآن “Alice” لدراسة حواف النظام الشمسي ، وقد اكتشف الجهاز وجود مصدر للضوء فوق البنفسجي في مايعرف بالغلاف الشمسي . و في بحث جديد نُشِر في مجلة الأبحاث الجيوفيزيائية ، يقترح علماء مهمة “نيو هورايزونز” أن هذا الضوء يمثل حاجزا من الهيدروجين.

و تشير نظريات العلماء الى أنه على الجانب الآخر من الغلاف الشمسي ، تتباطأ ذرات الهيدروجين المحايدة و التي تتحرك عبر الفضاء البينجمي و عندما تصل إلى هذا الحاجز وهو ظاهرة تتكون عبر ازدحام حركة جسيمات الهيدروجين المحايدة التي تسبب تراكمًا بجوار الغلاف الشمسي.

و بين عامي 2007 و 2017 ، اكتشفت “نيو هورايزونز” توهجًا فائقًا للأشعة فوق البنفسجية يسمى خط “Lyman-alpha” ، و الذي يتشكل بواسطة فوتونات شمسية تضرب ذرات الهيدروجين و تشتتها.

وكتب الباحثون في دراستهم : “من الأفضل توضيح ما إذا كان الضوء المرصود ليس ناتجًا فقط عن تشتت ضوء الشمس بواسطة ذرات الهيدروجين في النظام الشمسي ، أو أن هناك تداخلا كبيرا من مصدر بعيد”.

“يمكن أن يكون هذا المصدر البعيد هو توقيع جدار الهيدروجين ، و الذي يتشكل بالقرب من المكان الذي تتفاعل فيه جسيمات الفضاء البينجمي مع الرياح الشمسية “.

هذه ليست المرة الأولى التي يحصل فيها العلماء على لمحة محتملة لجدار الهيدروجين. وقد اكتشفت مجسات مركبة “فوياجر1” إشارة مماثلة منذ عقود. كما ان هذه البيانات الجديدة تعمل على تعزيز هذه الملاحظات.

و إذا كان الضوء الغامض يأتي في الواقع من حاجز هيدروجيني ، يعتقد العلماء أنه يمكن أن يتكون من جسيمات الفضاء البينجمي التي تواجه الرياح الشمسية . و يخطط فريق المهمة مواصلة دراسة هذه المنطقة البعيدة حوالي مرتين في السنة.

و يقول الباحث المشارك “راندي غلادستون” من معهد ساوث ويست للأبحاث: “نفترض وجود شيء إضافي هناك ، مصدر إضافي للسطوع و إذا أتيحت لنا الفرصة مع المركبة الفضائية ، فبإمكاننا تصويرها”.

في عام 2013 ، عبرت المركبة الفضائية “فوياجر 1” حاجز النظام الشمسي بعد الطيران لمدة 40 عامًا تقريبًا ، لتصبح أول مركبة من صنع الإنسان يصل إلى الفضاء البينجمي .

و يشير العلماء الى أن بيانات “فوياجر 1” تتطابق مع ما رصده تلسكوب “Alice” ، و الذي سيحصل على نظرة أقرب وأقرب إلى هذا الحاجز في حافة النظام الشمسي مع مرور الوقت ،  حيث تتوقع “ناسا” أن تصل “نورهورايزنز” في النهاية إلى الفضاء البينجمي في آفاق عام 2040.

و قبل أن تترك المركبة الفضائية نيو هورايزونز و التي أطلقت في عام 2006  النظام الشمسي ، لا تزال هناك الكثير من الاستكشافات التي يجب أن تحققها حيث ستحلق بالقرب من كويكب صغير يعرف باسم “Ultima Thule” في حزام كايبر في بداية عام 2019.

مسبار باركر الشمسي ينطلق في رحلة تستمر لحوالي سبع سنوات لدراسة الغلاف الجوي الخارجي للشمس

المصدر