الصين تعتزم إطلاق مهمة “Chang’e-4” لإستكشاف الجانب البعيد من القمر في ديسمبر المقبل

أعلنت وكالة الفضاء الصينية هذا الأسبوع تفاصيل جديدة حول مهمة “Chang’e-4” القادمة ، والتي تهدف إلى إرسال مركبات روبوتية لإستكشاف الجانب البعيد من القمر.

و ستكون هذه المهمة الجديدة ، هي الرابعة في البرنامج الصيني لاستكشاف القمر . حيث تأمل وكالة الفضاء الصينية في النهاية أن يؤدي تقدمها التكنولوجي إلى الهبوط على سطح القمر.

جاء هذا الإعلان في مؤتمر صحفي في بكين ، نظمته إدارة الدولة للعلوم والتكنولوجيا والصناعة للدفاع الوطني (SASTIND) ، التي تشرف على الأنشطة الفضائية الصينية. كما تم كشف النقاب عن تصميم المركبة الفضائية و التي ستكون مستطيلة الشكل و تحتوي على لوحان شمسيان قابلان للطي وست عجلات حيث يبلغ طولها 1.5 متر وعرضها متر واحد وارتفاعها 1.1 متر.

وقال مسؤولون صينيون خلال مؤتمر صحفي أمس الأربعاء انه سيتم إطلاق المهمة “Chang’e-4” التي ستحمل مركبات الهبوط نحو القمر في ديسمبر المقبل  من مركز “شيتشانغ” في جنوب غرب البلاد وذلك على متن صاروخ الإطلاق “Long March 3B” .

ستستهدف المهمة منطقة الهبوط داخل حوض القطب الجنوبي ، وهي فوهة بركانية واسعة ذات أهمية علمية هائلة ، مع مناطق هبوط محتملة تم تحديدها مسبقًا داخل فوهة “Von Kármán” وحولها. كما أن موقع الهبوط النهائي قد تم اختياره ولكن لم يتم الكشف عنه.

و قال مسؤول من مكتب العلوم والتكنولوجيا الوطني الصيني فى بكين ان المهمة الجديدة “ستكون اول مركبة فضائية تحقق هبوطا” على الجانب البعيد من القمر.

تم تصنيع “Chang’e-4” في الأصل كنسخة احتياطية لمهمة “Chang’e-3” التي وضعت مركبة روبوتية على سطح القمر في ديسمبر 2013 وجعلت الصين الدولة الثالثة في العالم التي تحقق هذا الإنجاز . و تبعت البعثة بعثتين سابقتين مداريتين حول القمر ، وهما “Chang’e-1” و “Chang’e-2” ، اللذان تم إطلاقهما في عامي 2007 و 2010 على التوالي.

وتتضمن خطة علماء الفلك دراسة بعض من أكثر صخور القمر القديمة والتي يمكن أن تساعد العلماء على فهم تاريخ القمر بالإضافة إلى استكشاف موقع لبناء تلسكوب غير مسبوق لدراسة الكون .

كما ستقوم “Chang’e-4” باختبار بعض الأجهزة التي تخطط الصين لاستخدامها في “Chang’e-5” : وهي مهمة مصممة لجمع حوالي 4.4 رطل من الغبار والصخور من الجزء الشمالي الغربي من القمر وإعادة هذه العينات إلى الأرض.

وصرح “وو ويرين” ، كبير مصممي البرنامج الصيني للقمر ، لوكالة الأنباء الحكومية الصينية (شينخوا) بأن المركبة الفضائية لديها أجزاء قابلة للتكيف وتهيئة حمولة قابلة للتعديل للتعامل مع التضاريس المعقدة و الحمولات العلمية على الجانب البعيد من القمر و كذلك متطلبات الاتصال عبر القمر الصناعي للتتبع وترحيل البيانات. 

و حسب أحدث تصميم تم الكشف عنه فستحتوي المركبة الفضائية على هوائيات مطياف التردد المنخفض (LFS) ، والتي ستستفيد من البيئة الكهرومغناطيسية الهادئة بشكل فريد التي يقدمها الجانب البعيد من القمر. كما ستحمل كاميرا الهبوط (LCAM) وكاميرا التضاريس (TCAM) و أداة القياس (Lunar Lander Neutrons and Dosimetry ).

و على غرار “Chang’e-3” ، ستحمل المركبة كاميرا بانورامية (PCAM) ورادار اختراق القمر (LPR). بالإضافة إلى ذلك ، سيكون هناك مطياف تصوير مرئي قريب من الأشعة تحت الحمراء (VNIS) و محلل صغير متقدم للمعادن (ASAN) تم تطويره من قبل المعهد السويدي لفيزياء الفضاء.

وستكون تجربة المحيط الحيوي الصغيرة التي صممتها 28 جامعة صينية تحتوي على بطاطس وبذور أرابيدوبسيس وبيض دودة القز جزءًا من المهمة.

كيف سيتواصل العلماء مع المركبة على الجانب البعيد من القمر ؟

5b22c2121ae6623e008b5274-960-541.jpg

الصين تستعد بالفعل للتغلب على هذه المشكلة لأنها أطلقت بنجاح مهمة سابقة تسمى “Queqiao” في مايو. “Queqiao” هو قمر صناعي للاتصالات السلكية واللاسلكية وهو يدور الآن في بقعة جاذبية محايدة في الفضاء ، و التي تطل على الجانب البعيد من القمر.

سوف يعمل القمر الصناعي “Queqiao” بمثابة جسر اتصال بين الأرض و مهمة “Chang’e-4” ، مما يساعد على إرسال و استقبال البيانات و السيطرة على المهمة من قبل إدارة الفضاء الوطنية الصينية.

و ستعمل “Chang’e-4” أيضًا على تجربة من شأنها التقاط صور السماء في موجات الراديو منخفضة التردد. و هذا مستحيل عمليا على الأرض ، بالنظر إلى مدى التشويش البشري و الالكتروني. لكن هذه الترددات ضرورية لفهم بعض الظواهر الكونية.

و كتب “جوزيف سيلك” ، عالم فلك في جامعة “جونز هوبكنز” ، في مجلة “نيتشر” في وقت سابق من هذا العام: “نحتاج إلى هذه الإشارات لمعرفة ما إذا كان الكون قد تضخم بسرعة في أول تريليون من تريليون من تريليون من الثانية بعد الانفجار العظيم”.

دودة القز والبطاطا والخردل على القمر

صممت الصين مركبة القمر التي تعمل بالطاقة الشمسية لتستمر لمدة ثلاثة أشهر تقريبا وستكون مركبة الهبوط الخاصة بها تعمل لمدة عام تقريبا.

بالإضافة إلى تجارب أخذ العينات الصخرية والفلك الراديوي ، ستحمل البعثة نظامًا بيئيًا مصغرًا للحياة على الأرض.

وستحتفظ المركبة الفضائية بحاوية ألومنيوم طولها 7 بوصات محملة ببذور البطاطا وبذور الخردل وبيض دودة القز ، وفقا لما ذكرته صحيفة بيبولز ديلي.

و قال “تشانغ يوان شيون” ، أحد مصممي المركبة : “البيض سوف يفقس ليخرج دودة القز ، و التي يمكنها أن تنتج ثاني أكسيد الكربون ، في حين أن البطاطا والبذور تطرح الأكسجين من خلال عملية التمثيل الضوئي و بهذا نطمح لإنشاء نظام بيئي بسيط على القمر”.

مسبار باركر الشمسي ينطلق في رحلة تستمر لحوالي سبع سنوات لدراسة الغلاف الجوي الخارجي للشمس

المصدر