الشركة الناشئة “Fun Robotics” تطمح للمساهمة في بناء الجيل القادم من المبتكرين في منطقة الشرق الأوسط

وفقا للمنتدى الاقتصادي العالمي، فإن ما يقرب من نصف سكان منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا يمثلها حاليا فئة الشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 عاما. في حين أنه يمكن اعتبار هذا التشكيل  الديموغرافي إيجابيا بشكل كبير لمنطقة ذات خطط طموحة حيث مستوى تكوين هذه الفئة سوف يحدد المشهد في المستقبل أيضا.

و بالنسبة للبلدان التي تمر بمرحلة انتقالية لتصبح اقتصادات قائمة على المعرفة (مثل العديد من دول الشرق الأوسط)، سيكون من الجيد القول إن الاستثمار في الأتمتة الرقمية وفي مجال STEM “العلوم والتكنولوجيا و الهندسة و الرياضيات”  هو الصورة النمطية المرتبطة “بالإبتكار” .

وهذا هو ما تحاول تطويره شركة Fun Robotics التي تتخذ من الإمارات مقرا لها، وهي مؤسسة معتمدة من قبل هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دولة الإمارات العربية المتحدة، في مهمة لتطوير جيل الشباب في الشرق الأوسط على أسس التعليم التكنولوجية و التفاعلية و كذلك الخبرة في مجال الروبوتات و STEM.

مع ركيزتين أساسيتين يعتمد عليهما البرنامج – البحث والتطوير (R & D) و تعليم الروبوتات – Fun Robotics تهدف إلى ابتكار حلول مستقبلية لمشاكل الحياة اليومية، و كذلك دعم المعلمين و المدارس لتوسيع وإدخال مجال دراسة الروبوتات في مناهجهم.

وقد تم إطلاق الشركة الناشئة Fun Robotics في عام 2013، من قبل لبنى التاجي المؤسسة و الرئيسة التنفيذية : “كان الدافع الرئيسي وراء ذلك هو طموح لخلق الأدوات و البيئة المناسبة للمبتكرين و صناع المستقبل، و للتأكد من أن جميع الطلاب لديهم الفرصة ليكونوا حلا لمشاكل الغد من خلال منحهم فرصة للتصميم و الابتكار اليوم “.

وفقا للتاجي، الروبوتات هي وسيلة جذابة و مثيرة لحث الطلاب على المشاركة الكاملة في تعلم STEM، و لتحسين مهاراتهم، و كذلك روح العمل الجماعي و مهارات الاتصال في مرحلة مبكرة.

و مع ذلك، فإن الشركة الناشئة تتجاوز فكرة رعاية الجيل القادم من المبتكرين: فمجال الروبوتات أيضا يسهل بناء الفريق و التفكير و التصميم للشركات عن طريق تنظيم ورش عمل لموظفيها، حيث يحصلون على تعلم أساسيات الروبوتات وكذلك التنافس في التحديات التي تجذبهم.

1515494893_Lubna Taji, founder and CEO, Fun Robotics

و کانت التاجي الحاصلة على بکالوریوس في علوم الکمبیوتر تهتم بشكل کبیر بالروبوتات و الشغف لرعایة الأطفال الموھوبین بمھارات STEM التي إكتسبتها فیھا دورات مختلفة عبر الإنترنت من جامعة كارنيجي ميلون و معھد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولایات المتحدة.

و تقول التاجي : “كان كل شيء في البداية صعبا للغاية، و كان أي دعم صغير نتلقاه مهم جدا”و أضافت إن ما بدأ كفكرة صغيرة مثل تعليم الروبوتات لأطفالي و أطفال صديقاتي، أصبح الآن عملا مستقرا في شركة ناشئة .

“بعد ذلك، استأجرت تدريجيا مكانا في نوادي ما بعد الدوام المدرسي مرة واحدة فقط في الأسبوع … اعتدت على وضع المجموعات و الحواسيب المحمولة في حقيبة كبيرة، ثم أصبح  لدي المزيد من الطلبات مع مرور الوقت و  قد كان الدعم من زوجي مهم حقا “.

و قد أصبحت الإمارات رائدة في المنطقة في مجال دعم الشركات الناشئة و مشاريع التكنولوجيا الرقمية حيث تعمل الوكالات الحكومية والعديد من المنظمات الخاصة من أجل تطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات و STEM في الشرق الأوسط كما تدعمها ثقافة ريادة الأعمال الناشئة.

“قبل ست سنوات عندما بدأت في هذا المجال، لم يكن هناك الوعي الكافي من المجتمع حول مجال الروبوتات . أما في الوقت الحالي فقد قامت معظم المدارس بإدخال برامج جديدة في مجال STEM  -العلوم والتكنولوجيا والهندسة، والرياضيات-، و بعض المدارس أصبح لديها مواد مخصصة لدراسةالروبوتات  حيث يقوم الطلاب بإجراء الامتحانات أيضا ” .

و تضيف التاجي : “أعتقد أن التدريب العملي على التعليم القائم على المشاريع، وإبقاء الطلاب يعملون في وضع حيث يعملون كعلماء و مهندسين، هو أفضل وسيلة للحصول على جيل من الطلاب واثقين و مدربين على مهارات القرن ال 21”.

و تشمل عروض الشركة الناشئة Fun Robotics  مجموعة متنوعة من الدورات، حيث يتعلم الطلاب كيفية بناء الروبوتات ضمن برامج تفاعلية. و تقول التاجي: “في الآونة الأخيرة، بدأنا أيضا دورة الطباعة ثلاثية الأبعاد.هدفنا هو أن نكون أكاديمية رائدة في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي في المنطقة، و أن نجعل تعليم STEM في متناول الجميع”.

كما تقوم الشركة الناشئة بإدخال تقنيات الترميز الأساسية في لغات البرمجة مثل بايثون و راسبيري بي. هذه البرامج جنبا إلى جنب مع دورات مخصصة للشركات و الهيئات الحكومية.

و يعمل قسم البحث و التطوير في الشركة على تقديم حلول الروبوتات في مجالات مثل الرعاية الصحية و الطاقة النظيفة و الأتمتة و التكنولوجيا المتقدمة،  وقد حققت الشركة بعض الأرقام 2400 طالب ، 380 ورشة عمل . 320 دورات و أربعة مشاريع بحثية خاصة.

و تعد شركة Fun Robotics و فريقها في الوقت الحالي مؤسسة ذاتية التمويل، وهي تبذل حاليا جهودا لجمع التمويل من مصادر خارجية. “نحن نعمل أيضا على فتح المزيد من الفروع في دولة الإمارات العربية المتحدة وفي المنطقة. هدفنا هو أن نكون أكاديمية رائدة في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي في المنطقة، وأن نجعل التعليم STEM في متناول الجميع”.


اقرأ أيضا :


الإمارات تطلق مركزاً جديدا لأبحاث المستقبل

المصدر