البلدان الخمسة التي يمكن أن تدفع بأسعار النفط إلى الإرتفاع

يبدو أن أسعار النفط مستقرة الآن في حدود 50-60 دولارا للبرميل، ولكن هذا لا يعني عدم وجود مخاطر إمدادات ستؤثر على السوق.

و يمكن أن يحدث إضطراب غير متوقع في أي لحظة، كما حدث في مرات عديدة في الماضي مما أدى إلى قفزة مفاجئة وحادة في الأسعار.

وكانت التوترات الجيوسياسية غير مؤثرة إلى حد كبير منذ انهيار أسعار النفط في عام 2014، ولكن الآن هناك عدة مشاكل ظهرت في بعض الدول الرئيسية المنتجة للنفط وسيحمل خطر الانقطاع مزيدا من الضغط على سوق النفط.

لا تزال الدول الخمس الغير مستقرة – إيران والعراق وليبيا ونيجيريا وفنزويلا – تشهد اضطرابات في الإمداد، حيث تتعرض صادرات النفط الخام في شمال العراق للخطر بسبب تصاعد التوتر بين حكومة إقليم كردستان وبغداد و تركيا، و من الجانب الآخر اتفاق إيران النووي الذي وقع مع الولايات المتحدة في عام 2015 .

و في الواقع هناك خمس دول بارزة منتجة تواجه تحديات لأسباب مختلفة وكلها يمكن أن تحدث تأثيرا مفاجئا في سوق النفط :

1- العراق

وتأتي أكبر مخاطر الإمداد على المدى القريب من العراق. وقد كان الاستفتاء على استقلال كردستان العراق الذي قد عقد في يوم 25 سبتمبر/أيلول 2017 قد أجج التوترات بين الحكومة العراقية و الإقليم وأدى ذلك إلى تعطيل بعض شحنات النفط.

وقال وكيل في ميناء جيهان التركي وجهة صادرات النفط الشمالية في العراق حسب وكالة بلومبرغ أن الإمدادات انخفضت إلى 196000 برميل يوميا اعتبارا من 19 أكتوبر.

2-إيران

الخطر الذي سيؤثر على سوق النفط الإيراني هو عودة العقوبات الأمريكية . لكن من غير الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة لديها القدرة على الحد من صادرات النفط الإيرانية.

ويقدر بنك غولدمان ساكس أنه في أسوأ السيناريوهات لعودة العقوبات الأمريكية، فإن بضع مئات من آلاف البراميل من صادرات النفط ستكون معرضة للخطر – وليس أكثر من مليون برميل يوميا من الصادرات المتعثرة بسبب العقوبات قبل الاتفاق النووي.و إيران ربما لن تشكل خطرا على العرض في السوق على الأقل ليس هذا العام.

3- ليبيا

وقد اعفي عضو منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) في شمال افريقيا من الاتفاق الأخير ، وقد تضاعف إنتاجه ثلاثة أضعاف من ما يقرب الى 300،000 برميل في اليوم في أغسطس 2016، ليصل إلى حوالي 850،000 برميل يوميا حاليا أي أقل قليلا من الذروة الأخيرة التي تجاوزت 1 مليون برميل يوميا.

غير أن الضرر الذي لحق ببعض محطات التصدير قد يعني أن الإنتاج على المدى القريب سيبلغ حوالي 1.25 مليون برميل يوميا، مما يعني أن ليبيا لن تتمكن من إعادة الإنتاج إلى مستوياتها السابقة التي تبلغ 1.6 مليون برميل يوميا. ولكن نظرا لأن الإنتاج الحالي أصبح الآن أمرا مفروغا منه في حسابات التسعير العالمية، فإن ليبيا تمثل الآن خطرا على الإمداد بالسوق بسبب استمرار عدم الاستقرار.

4- نيجيريا

الامر هنا مشابهة للحالة الليبية. حيث تم إعفاؤه من التخفيضات لأن العنف وعدم الاستقرار أثر سابقا على جزء كبير من إنتاجها. لكن عودة ليبيا إلى الإنتاج تزامنت مع انخفاض مماثل في العنف في دلتا النيجر. وأدى وقف إطلاق النار إلى الهدوء خلال معظم العام الماضي، مما سمح للانتعاش بإنتقال الإنتاج من مستوى قدره 1.2 مليون برميل يوميا في العام الماضي ليصل إلى 1.8 مليون برميل يوميا.

ومن المحتمل أن تكون إمكانية تحقيق مكاسب إضافية في الإنتاج محدودة وفي الوقت نفسه لا يزال السلام في دلتا النيجر هشا.ولا يمكن ضمان انتعاش الإنتاج في نيجيريا.

5- فنزويلا

إن التوترات المتزايدة في فنزويلا قد أثرت على ​​إنتاج النفط في البلاد بوتيرة سريعة. وفي سبتمبر / أيلول الماضي أنتجت فنزويلا 1.89 مليون برميل يوميا حيث انخفضت من 2.4 مليون برميل يوميا في عام 2015.

وفي ظل غياب السيولة النقدية، لا تستطيع شركة PDVSA المملوكة للدولة الاستثمار في الإنتاج ولا يمكن حتى الاستثمار في الصيانة للحفاظ على الإنتاج الحالي.وقد  أظهرت تقارير أنه حتى النفط الذي يتم إنتاجه يعاني من انخفاض في نوعيتة، والأسوأ من ذلك أنه مع وجود مدفوعات ضخمة للديون مستحقة في الأسابيع القليلة القادمة، فإن العجز عن سداد الديون ممكن ان يزيد من تدهور إنتاج النفط في البلاد.

المصدر 

تعليق واحد

    التعليقات معطلة.