الأمم المتحدة توقع اتفاقية تعاون مع “جوجل” لدراسة تأثيرات التغير المناخي

تناضل المنظمات و الهيئات العالمية من أجل تمويل أبحاث دراسة التغيرات المناخية وخاصة بعد خطة الإدارة الأمريكية الحالية لتقليص الميزانية المخصصة لصندوق المناخ الأخضر (جمع التمويل العالمي للبحوث المناخية) و الذي تديره اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC).

و في الوقت الحالي ، أفضل ما يمكن أن تقوم به الأمم المتحدة لتمويل أبحاث التغير المناخي هو الاعتماد بشكل كبير على الشراكات الخاصة و هذه المرة مع “جوجل” ، وقد أعلنت منظمة الأمم المتحدة للبيئة عن شراكة مع “جوجل” لتوفير بيانات قابلة للتتبع حول التأثيرات البشرية على البيئة.

و يتمثل الهدف من الشراكة الجديدة في تزويد البلدان و المنظمات غير الحكومية و الباحثين بالقدرة على الوصول إلى البيانات من خلال منصة ترصد تأثيرات التغير المناخي . وبمجرد اكتمال تطويرها، ستسمح المنصة للدول بمعرفة المناطق المتضررة التي تحتاج إلى الاهتمام الأكثر، و كذلك تتبع التقدم المحرز في أنظمتها البيئية.

وقال رئيس الأمم المتحدة للبيئة ، “إريك سولهايم” : “المنظمة متحمسة جدا للدخول في شراكة مع جوجل ، للتأكد من أننا نمتلك الأدوات التكنولوجية الأكثر تطورا لتتبع التقدم المحرز وتحديد مجالات العمل ذات الأولوية لدينا و لدفع خطوات جديدة نحو تحقيق بيئة مستدامة”.

من جانبها قالت “ريبيكا مور” ، مديرة خدمة “جوجل إيرث” : “نحن متحمسون لتمكين جميع البلدان من القدرة على الوصول إلى أحدث التقنيات والمعلومات لدعم إجراءات تحسين المناخ العالمي والتنمية المستدامة”.

و عند الإطلاق الرسمي للمشروع في أكتوبر المقبل، سوف تركز المنصة أولاً على الأنظمة البيئية للمياه العذبة ، مثل الجبال والأراضي الرطبة والأنهار. حيث تجمع هذه النظم البيئية ما يقدر بنحو 10 في المائة من الأنواع المعروفة على كوكبنا ، وقد أظهرت الأبحاث أن تغير المناخ يسبب خسارة سريعة في التنوع البيولوجي.

و ستستخدم “جوجل” صور الأقمار الصناعية لإنشاء خرائط وبيانات حول هذه الأنظمة الإيكولوجية في الوقت الفعلي ، مما يسمح بإتاحة هذه المعلومات مجانًا لأي شخص عبر النظام الأساسي للتطوير عبر الإنترنت. ووفقًا للبيان الصحفي الذي أصدره برنامج الأمم المتحدة للبيئة ، سيسمح هذا للدول والمنظمات الأخرى بتتبع التغييرات واتخاذ إجراءات لمنع فقدان النظام البيئي.

“جوجل” سوف تتعاون أيضا مع وكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، وكالة ناسا، ومركز المفوضية الأوروبية البحوث المشتركة (JRC)، للحصول على صور الأقمار الصناعية والإحصاءات، التي سوف يتم معالجتها باستخدام تكنولوجيا الحوسبة السحابية .

تم الإعلان عن هذه الشراكة بين شركة التكنولوجيا الأمريكية والأمم المتحدة هذا الأسبوع في مدينة نيويورك خلال فعاليات المنتدى السياسي الرفيع المستوى السنوي حول التنمية المستدامة. و يهدف المؤتمر ، الذي يجمع بين الحكومات والمنظمات غير الحكومية والشركات ، إلى مراجعة وضمان تنفيذ خطة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة.

و يشير بعض الفاعلين الى ان تمويل أبحاث التغير المناخي يجب ان يحصل على المزيد من الاهتمام و التمويل حتى لو كان هذا عبر الشراكات بين القطاعين العام والخاص ، حيث أن أكبر هيئة تعاونية وأكثرها نفوذاً في العالم لا يمكنها الحصول على المال معاً لتمويل هذا البحث ، وبدلاً من ذلك عليها أن تعتمد على شركة خاصة وهو ما يشكل تهديدًا للاستقلال العلمي بعيدًا عن دوافع الشركات ومشاريعها الخاصة.

“آبل” تعلن إنشاء صندوق مخصص لإستثمارات الطاقة النظيفة في الصين بقيمة 300 مليون دولار

المصدر