لقد أصبح استخدام الأجهزة الذكية منتشرا بشكل كبير عالميا و وفقا لتقرير شركة KPCB فقد تجاوز معدل تصفح وسائل الإعلام الرقمية في الهواتف الذكية منه بكثير في أجهزة الكمبيوتر المحمول أو سطح المكتب.
وذكر التقرير أيضا أن البالغين الذين لديهم إمكانية الوصول إلى الوسائط الرقمية يستخدمون الهواتف الذكية بنسبة 51 في المائة من الوقت مقارنة بنسبة 42 في المائة للاستخدام المكتبي و 7 في المائة لجميع الأجهزة الأخرى.
هذه الإحصاءات أصبحت واقعا نراه كل يوم حيث اننا نرى الأجهزة النقالة في كل مكان في أيدي رجال الأعمال والطلاب والأطفال و الكبار وحتى المتقاعدين. و قد أصبحت الشركات تستعمل هذا التطور في الوصول إلى المستهلكين عبر الأجهزة الذكية.
و بالنظر الى هذه الاحصاءات يجب على المؤسسات المالية التي تسعى إلى البقاء على سكة المنافسة والحفاظ على رضا عملائها أن توفر الوصول عبر الهواتف الذكية .
ووفقا لمنظمة الاتصالات المصرفية فإن : “العديد من البنوك العالمية أصبحت تدرك أهمية المعاملات المصرفية عبر تطبيقات الهواتف الذكية و هي بذلك توفر لهم فرص للوصول إلى أسواق جغرافية نائية أو بعيدة و في التركيز على الأسواق الجديدة و الإبتكار، و كذلك التغلب على قيود البنية التحتية وتحسين كفاءة وجودة الخدمات للاحتفاظ بالحصة السوقية “.
مخاطر التعاملات المصرفية في الهواتف الذكية
ومع كل هذه الفرصة تأتي المخاطر. و يجب على المؤسسات المالية تحمل المخاطر المرتبطة بـ المعاملات المصرفية عبر تطبيقات الهواتف الذكية . هذه المخاطر تأتي في أشكال كثيرة بما في ذلك البرمجيات الخبيثة والتطبيقات الضارة و كذلك ضعف الحماية أو سرقة الأجهزة .
البرامج الضارة
تطورت الأجهزة النقالة في العقد الأخير و التي كانت تستعمل فقط للإتصال حيث أصبحت عبارة عن أجهزة كمبيوتر في الجيب.و يجب أن يعي مستخدموا الهواتف الذكية أيضا المخاطر التي تأتي مع التطور التكنولوجي و كيفية حماية أجهزتهم.
و أصبحت البرامج الضارة التي تستهدف أجهزة الهواتف الذكية تهديدا حقيقيا. و يمكن أن تأتي من البرمجيات الخبيثة و الفيروسات و برامج تروجان و برامج التجسس و التطبيقات المزيفة.
ضعف تصميم وحماية التطبيقات
استخدام التطبيقات في الأعمال المصرفية يكون أكثر أمانا من تسجيل الدخول عبر متصفح الهاتف. ومع ذلك كل نظام لديه خصائص مميزة و لهذا يجب دائما أخذ الإحتياطات. قد لا يفهم المطورون بشكل كامل المخاطر المرتبطة بالخدمات المصرفية عبر الهاتف الذكي و يتركون نقاط ضعف مفتوحة أمام المحتالين الذي يستغلونها.
شبكات الواي-الفاي الغير آمنة
واي فاي مجاني هو كل مايبحث عنه مستخدموا الهواتف الذكية . ويمكن العثور عليه في المطاعم والمقاهي والمطارات والعديد من الأماكن العامة الأخرى. ولكن عند الوصول إلى خدمة الواي فاي المجانية و التي في الغالب تكون مفتوحة المصدر و غير آمنة فقد يتم خداعك مثلا عبر إنشاء نقاط إتصال وهمية من قبل المحتالين.
ضعف حماية الهواتف الذكية
العديد من المؤسسات المالية تعمل على جمع بصمة الجهاز الذي يستخدمه العميل. وهذا ينطوي على جمع المعلومات حول الجهاز، والتي يتم تخزينها بعد ذلك في نظام لتحديد العميل الحقيقي من المحتال . ومع ذلك هناك دائما ثغرات يتم إستغلالها .
و جهة نظر خبراء الأمن السيبراني
وجدت دراسة لشركة آي بي إم أن 58 في المائة من خبراء الأمن في المؤسسات المالية صرحوا أنه يجب القيام بتطوير و تحديث الاستراتيجية الأمنية التي تتبعها مؤسساتهم في مجال التعاملات عبر الأجهزة الذكية .
حيث يجب على المنظمات أن تقوم على نحو أفضل بمواءمة إجراءاتها الأمنية مع التحديثات التكنولوجية عبر تطوير برامج التحقق من البرمجيات الخبيثة و ذلك لأن امتلاك الأدوات المناسبة لوقف التهديدات هو أمر أساسي لحماية المستهلكين والمؤسسات المالية على حد سواء.
و كمثال على ذلك شركة “فيرست داتا” و هي واحدة من أكبر الشركات التي تقوم بمعالجة الدفعات المالية في العالم و تعمل مع حوالي 6 ملايين شركة تجارية و 4000 مؤسسة مالية حول العالم.حيث تأخذ الشركة التحديثات الأمنية على محمل الجد حيث تقوم دائما بتطبيق آخر ماتوصلت إليه تقنيات الحماية.
وقد اصبح التقدم التكنولوجي في مجال الأجهزة الذكية يسهل على الناس القيام بالعديد من الأشياء. حيث تمكنهم من الحصول على المعلومات والموارد من أي مكان و في أي وقت. تمكنهم دفع الفواتير و شراء الملابس والتحدث مع العائلة و الأصدقاء و التحقق من وسائل التواصل الاجتماعي وأكثر من ذلك .
كما أن التكنولوجيا الجديدة لديها القدرة على زيادة الإنتاجية والأرباح. و مع هذه الفوائد تأتي المخاطر و لهذا يجب على الشركات تطوير منظومتها الأمنية بشكل مستمر.
