“آنت فاينانشال” تستحوذ على إستثمارات الصناديق السيادية في الربع الثاني من 2018

جمعت شركة “آنت فاينانشال” الصينية تمويلا ضخما بقيمة 14 مليار دولار من المستثمرين السياديين و بعض شركات رأس المال الإستثماري خلال الربع الثاني من العام ، و يأتي هذا في وقت يشهد فيه القطاع تزايدا كبيرا في الاهتمام بالمشاريع الناشئة في مجال التكنولوجيا.

و اكتسبت شركة التكنولوجيا المالية الاهتمام من وسائل الإعلام العالمية وأسواق رأس المال.و قد أصبحت في الآونة الأخيرة تقدم مجموعة كبيرة من حلول المدفوعات المالية و الخدمات المرتبطة بها.

وتشمل قائمة المستثمرين في أكبر جولة تمويل على الإطلاق لشركة خاصة الصناديق السيادية التي تتخذ من سنغافورة مقراً لها وهي : “جي آي سي” و “تيماسيك” و “الصندوق الماليزي السيادي” و “خزانا ناسيونال بيرهاد”.

و تشغل “آنت فاينانشال” أكبر منصة مدفوعات إلكترونية في الصين ، وقد انفصلت عن عملاق التجارة الإلكترونية “علي بابا” قبل إدراجها في البورصة عام 2014. و ستعزز هذه السيولة النقدية قوة وقيمة الشركة بشكل كبير و التي تستعد للطرح العام الأولي المتوقع على نطاق واسع.

وقال “خافيير كاباب” ، مدير قسم الثروة السيادية في معهد “IE Business School”: “إنها تنمو في ظل مجموهة علي بابا وهذا الذي يفسر حجم هذه الأرقام الكبيرة”.

و أضاف : “إنهم يريدون التوسع إلى أبعد من المدفوعات ، وتوفير التمويل الاستهلاكي والقروض المصغرة. و يعتقد المستثمرون أن هذا اللاعب الجديد سوف يتخطى حدود الصين “.

الإستثمار في التكنولوجيات المستقبلية

من المتوقع أن تخدم شركة “آنت فاينانشال” أكثر من 1000 مؤسسة مالية في السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة ، و تسريع وتيرة الإبتكارات في جميع الأنشطة .

كما تتطلع الشركة، إلى الاستفادة من تكنولوجيا بلوك تشين لتحويل أعمالها. و تحدث “Zhang Hui”  مدير قسم بلوك تشين في “آنت فاينانشال” خلال مؤتمر “تك كرانش” في “Hangzhou “ الصينية ، عن حالات استخدامها في القطاع المالي وأكبر التحديات التي تواجه التكنولوجيا.

وقال “Zhang” : “باعتبارنا شركة متخصصة في التكنولوجيا المالية، فنحن نستثمر بشكل كبير في التقنيات المستقبلية”. وتركز استراتيجية الشركة على 5 تقنيات أساسية: بولك تشين ، الذكاء الاصطناعي ، الأمن السيبراني، إنترنت الأشياء و الحوسبة.

بالنسبة لتكنولوجيا بلوك تشين ، تركز “آنت فاينانشال”  الآن على تطوير منصة خاصة بها وفي نفس الوقت تستكشف أيضًا حالات الاستخدام الأخرى على أساس ثلاثة مبادئ:

  • خلق القيمة الاجتماعية من خلال حل مشاكل العالم الحقيقي.
  • التغلب على مشكلة قابلية التوسع – لتطبيق تكنولوجيا بلوك تشين على نطاق واسع
  • تعزيز النظام الشامل مع الشركاء في هذه الصناعة

وقال “Zhang” : “من حيث قابلية التوسع في النظام ، فإن التحدي الحالي ليس مستعصياً على الحل” ، و مع ذلك ، فإن التحدي هو بناء منصة عالية الأداء تعتمد على بلوك تشين لدعم المعاملات عالية التردد ، والمدفوعات عبر الحدود ، إلخ.

و بالنسبة للأمان والخصوصية تعتبر الحماية تحديًا كبيرًا آخر فكيفية الحفاظ على البيانات والمعلومات آمنة عند مشاركة الخدمات عالية المستوى عبر المؤسسات التجارية والمؤسسات المالية.

وقد أطلقت “آنت فاينانشال” مؤخرًا خدمة تحويل قائمة على أساس بلوك تشين بين “هونغ كونغ” و “الفلبين” ، مما يسمح للمستخدمين بإجراء المدفوعات عبر الحدود في غضون ثوان بتكلفة أقل.

و صرح “Zhang” أنه يأمل بأن تساهم هذه التكنولوجيا بإنشاء نماذج أعمال جديدة للشركة وليس فقط تقديم خدمات ذات قيمة مضافة. بالإضافة الى توسيع خدمات الدفع عبر الحدود على مستوى العالم واستكشاف المزيد من حالات الاستخدام.

مساهمات الصناديق السيادية

وعززت جولة التمويل الضخمة القيمة الإجمالية للصفقات التي شارك فيها مستثمرون سياديون إلى نحو 35.2 مليار دولار ، وفقا لبيانات “تومسون رويترز“. ليتراجع هذا عن الرقم القياسي في الربع الأول و الذي بلغ 40 مليار دولار.

وشهد الربع الثاني مجموعة كبيرة من الاستثمارات في مجال التكنولوجيا ، حيث عززت الصناديق السيادية جهودها الرامية إلى إكتشاف شركات “اليونيكورن” المقبلة (شركة ناشئة تبلغ قيمتها مليار دولار أو أكثر).

و استثمرت هيئة الاستثمار القطرية في شركة “Mesosphere” ، وهي منصة الخدمات السحابية ، واستثمر صندوق “تيماسيك” في شركة الصينية “سينس تايم” في أبريل. و التي أصبحت شركة الذكاء الاصطناعي الأكثر قيمة في العالم.

وقال “ماركوس ماسي” ، أحد كبار الشركاء في مجموعة “بوسطن الاستشارية” ، إن المستثمرين أصبحوا أكثر اهتماما بالذكاء الاصطناعي لأنه وصل إلى مرحلة تمثل فيها القيمة المحتملة لاستخداماته أكثر وضوحا”.

مضيفا  :  “ان أنظمة الذكاء الاصطناعي لم تعد بحاجة إلى الكثير من البيانات لتطويرها لأنها أصبحت أكثر اعتمادا على القواعد. و هذا يسمح للآلات بالتعلم بنفسها . و هذا يجعلها أسرع و أكثر كفاءة وأكثر قابلية للتطبيق في الاستخدامات المختلفة”.

و منذ شهر مارس ، أعلنت عدد من الصناديق السيادية عن خطط لإنشاء صناديق استثمارات مخصصة لاستهداف الاستثمارات التكنولوجية. حيث تعاون صندوق الاستثمار الإستراتيجي الأيرلندي مع “CIC” في الصين على إنشاء صندوق بقيمة 150 مليون يورو ، في حين تقوم شركة “مبادلة” بإطلاق صندوق بقيمة 400 مليون دولار للاستثمار في شركات التكنولوجيا الأوروبية.

أورد تقرير من “بلومبيرغ” مؤخرا عن تعاون الصين مع شركات بريطانية لإنشاء صندوق بتكلفة 15 مليار دولار والذي من المرجح أن ينافس الصناديق السيادية العالمية على غرار صندوق الإستثمار العملاق “رؤية سوفت بنك” التابع لشركة “سوفت بنك”.

كما حظت شركات التكنولوجيا الحيوية أيضل بنصيبها من الاستثمارات ، حيث استثمرت هيئة أبو ظبي للاستثمار في شركة “Kaleido Biosciences” و شاركت في جولة تمويل بقيمة 260 مليون دولار في شركة “CStone Pharmaceuticals” ، التي تطور عقاقير مبتكرة في علم الأورام المناعي.

وأشارت قاعدة بيانات التمويل “PitchBook” أيضا إلى أن مؤسسة الاستثمار الحكومية ومجلس الاستثمار في خطة المعاشات التقاعدية الكندية كانوا مستثمرين أساسيين في “Ping An Good Doctor” التي تبلغ قيمتها 1.12 مليار دولار ، وهي منصة خدمات الرعاية الصحية.

 

شركات التكنولوجيا الناشئة الأكثر تمويلاً في الربع الأول من عام 2018

المصادر : 12

تعليقان

    التعليقات معطلة.