اليابان تستعد لإجراء أول إختبار لتقنية المصعد الفضائي في مدار الأرض

طيلة عقود مضت كانت فكرة بناء المصعد الفضائي تراود أحلام المجتمع العلمي و بعض المهووسين الذين يعملون على وضع العديد من الأفكار و النظريات حول تصميم نظام أساسي ينطوي على مركبة متطورة تنتقل عبر أنبوب يمتد من الأرض و صولًا إلى الفضاء.

و حتى الآن ، قد يبدو الأمر و كأنه مشهد من أفلام الخيال العلمي ، لكن يبدو أن الباحثين من جامعة شيزوكا اليابانية مصممون على إدخال المفهوم إلى أرض الواقع ( أو على الأقل المختبر) حيث يستعد الفريق لإجراء الاختبار الأول من نوعه للتقنية الحركية للمصعد في الفضاء.

ويخطط الفريق الياباني لاختبار تصميم تقنية المصعد الفضائي باستخدام نسخة مصغرة من النظام و الذي يتكون من صندوق صغير (يمثل المصعد) و الذي يقولون أنه سيكون بديلا منخفض التكلفة للصواريخ من أجل إرسال رواد فضاء و شحن المعدات إلى المحطات الفضائية التي تدور فوق سطح الأرض.

و في 11 سبتمبر المقبل ، ستطلق وكالة الفضاء اليابانية صاروخ “H-2B” والذي سيحمل قمرين صناعيين صغيرين ، أحدهما يحتوي على المصعد الإختباري .

وبمجرد وصول الحمولة إلى الفضاء ، ستقوم المحركات بتزويد الصندوق بالطاقة للإنتقال على طول كابل يربط بين الساتلين الصغيرين اللذين يقعان على بعد 10 أمتار عن بعضهما البعض. و ستراقب الكاميرات الموجودة على الأقمار الصناعية الحركة الآلية للصندوق.

وقال متحدث باسم الجامعة لوكالة الأنباء الفرنسية : “ستكون هذه أول تجربة في العالم لاختبار حركة المصعد في الفضاء”.

و بالنسبة للمشروع الطموح الذي يبدو بعيد المنال فهنالك العديد من الأسباب التقنية التي جعلت فكرة المصعد الفضائي غير قابلة للتنفيذ  و التي ترجع في الأصل الى عام 1895 و كان أول من اقترحها هو العالم الروسي “Konstantin Tsiolkovsky”.

و من أهم العقبات التي تواجه الفكرة هي أن الكابل أو الأنبوب الناقل يجب أن يكون قادرا على مواجهة الضغط الشديد خلال الانتقال انطلاقا من سطح الكوكب عابرا جميع المدارات إلى نقطة مقابلة في الفضاء.

و كانت شركة البناء اليابانية “Obayashi” ، التي تتعاون مع الجامعة ، تهدف إلى بناء مصعد فضاء بحلول عام 2050 . و عندما أعلنت الشركة خطتها في عام 2014 ، قالت إن : “مستويات التكنولوجيا الحالية ليست كافية بعد لتحقيق هذا المفهوم ، ولكن خطتنا واقعية”.

وتتضمن هذه الخطة بناء أنبوب نانوي كربوني يبلغ طوله 96 كيلومتر ، و “ميناء الأرض” قطره 400 متر  ، و وزن مضاد (محطة فضائية) يصل الى حوالي 12500 طن في الفضاء. حيث تمتلك الأنابيب النانوية الكربونية قوة شد أكثر من الفولاذ.

و من ناحية أخرى إذا نجحت اليابان (أو أي شخص آخر) في إنشاء مصعد فضاء ، فيمكن أن يصبح لدينا طريقة منخفضة التكلفة لتوصيل الإمدادات و السياح إلى الفضاء حيث يتوقع بعض الخبراء أن النظام سيخفض تكلفة نقل البضائع من 22 ألف دولار لكل كيلوغرام حاليا إلى 220 دولارًا فقط للكيلوغرام.

وبطبيعة الحال ، فإن صواريخ شركة “سبيس إكس” القابلة لإعادة الاستخدام و التي تساهم في جعل عمليات الإطلاق الفضائي أرخص كثيرًا ، لذا و بحلول الوقت الذي تصبح فيه المصاعد الفضائية جاهزة للعمل قد لا نحتاج حتى الى هذه الصواريخ .

الصين تعتزم إطلاق مهمة “Chang’e-4” لإستكشاف الجانب البعيد من القمر في ديسمبر المقبل

المصدر