أحدث تجارب الذكاء الاصطناعي من جوجل تتيح لك التحدث إلى الكتب واختبار مهارات ترابط الكلمات

كشفت شركة جوجل الأسبوع الماضي عن تجارب جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي من قسم الأبحاث التابع لها ، و التي تسمح لمستخدمي الويب بالتعبير في علم الدلالات و معالجة اللغات.

و بالنسبة لشركة جوجل ، التي تعمل دائما على تطوير محرك البحث و الذي يعتمد على ترابط الكلمات و المعاني، فيمكن اعتبار هذه التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من نشاطها التجاري وأهدافها في صناعة برامج يمكنها فهم عناصر اللغة البشرية وتحليلها.

و يحتوي الموقع الآن على أدوات تفاعلية لتقنيات الذكاء الاصطناعي ، و التي تسميها جوجل بجمع التجارب الدلالية ، وهو نوع من فهم اللغة الطبيعية التي تحدد “عبارات متشابهة لغويًا إلى نقاط قريبة تعتمد على التكافؤ أو التشابه أو ارتباط الأفكار واللغة”.

كما إنها طريقة تعتمد على “تمكين الخوارزميات” لمعرفة المزيد عن العلاقات بين الكلمات ، استنادًا إلى أمثلة الاستخدام الفعلي للغة” ، حسب قول كل من “Ray Kurzweil” ، الرائد البارز في عالم التكنولوجيا ومدير الهندسة في “جوجل للأبحاث” ، و مديرة المنتج في الشركة “Rachel Bernstein”.

و تم إطلاق أول التجارب المتاحة للعامة باسم “Talk to Books” ، و الذي يسمح لك بالتحدث مع خوارزمية مدربة بتقنيات تعلم الآلة ، والتي تبرز إجابات لأسئلة و مقاطع ذات صلة من نص مكتوب بواسطة الإنسان. و كما هو موضح من قبل “Kurzweil و Bernstein” ، يتيح لك “Talk to Books” :  “قول عبارة أو طرح سؤال ، و تعمل بعد ذلك الأداة للعثور على جمل في الكتب التي تحتوي على المعنى، دون الاعتماد على مطابقة الكلمات الرئيسية”.

و يشرح الثنائي : “بمعنى أنه يمكنك التحدث إلى الكتب ، و الحصول على إجابات يمكن أن تساعدك في تحديد ما إذا كنت مهتمًا بقراءتها أم لا  …. تم تطوير التقنيات التي تقود هذه التجربة على أكثر من مليار من الجمل المشابهة للمحادثة ، و تعلم كيفية تحديد شكل الاستجابة الجيدة”.

“بمجرد أن تسأل سؤالك (أو تدلي ببيان) ، تبحث الأدوات في جميع الجمل في أكثر من 100000 كتاب للعثور على تلك الجمل التي تستجيب لمدخلاتك استنادًا إلى المعنى الدلالي على مستوى الجملة ؛ لا توجد قواعد محددة مسبقًا تربط العلاقة بين ما تضعه والنتائج التي تحصل عليها “.

و بالطبع ، هناك بعض القيود أيضا . فالأداة ستكون أفضل في الإجابة على الأسئلة الواقعية الأولية و البديهية و لكن لايمكنها التعامل مع الأسئلة الجيوسياسية المعقدة أو الموضوعات ذات الأهمية الثقافية والتاريخية الحديثة.

ولكن كأداة ويب بسيطة ، تعتبر Talk to Books وسيلة ممتعة لاستكشاف الويب بطريقة طبيعية دلاليًا. كما أنه يعطينا لمحة عن الواجهات المستقبلية وكيف ستصبح عندما تكون تقنيات الذكاء الاصطناعي متطورة بما في الكفاية للتعامل مع أي استفسارات نطرحها.

أما التجربة الثانية التي تعتبر أكثر تفاعلية. فهي لعبة تدعى “Semantris” ، وهي تختبر بشكل أساسي قدرات ربطك للكلمات كما أنها تعتمد على نفس البرنامج الذي يدير ترتيب “Talk to Books” ويسجل الكلمات التي تظهر على الشاشة استنادًا إلى مدى توافقها مع الإجابات التي تقوم بإدخالها.

و على سبيل المثال ، إذا تم إعطاؤك كلمة “bed” في أعلى مجموعة من 10 كلمات ، فقد تظن أنك ستكتب “sleep” كإجابة. بعد ذلك ستصنف خوارزميات “Semantris” الكلمات العشرة وتعطيك النقاط بناء على مدى اعتقادها أن العلاقة الدلالية بين السرير والنوم هي مقارنة بالعلاقة بين “السرير” وكل كلمة أخرى في القائمة.

و تجدر الإشارة إلى أن الكثير من تجارب جوجل هذه هي أيضًا طرق للشركة لجمع بيانات المستخدمين ، والتي يمكن أن تساعد في دعم التكنولوجيا الخاصة بها من خلال منحها معلومات كثيرة عن المستوى البشري حول علاقات الكلمات وما إلى ذلك.

و مثل العديد من التجارب السابقة لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من جوجل، مثل أداة “Teachable Machine” التي تسمح للمستخدمين بتطوير خوارزمية أساسية خاصة بهم ، و كذلك تعد ألعاب الويب هذه وسيلة قيّمة للتفاعل ومعرفة المزيد عن الذكاء الاصطناعي و  تطبيقاته في العالم الحقيقي.

كما ان الذكاء الاصطناعي ، بالإضافة إلى المصطلحات والعبارات مثل تعلم الآلة والشبكات العصبية ، غالبًا ما يكون مفهومًا مجرّدًا نسمع عنه كثيرًا بدون الكثير من السياق أو بطريقة تهدف إلى التشويش أو جذب الإنتباه حول ما يحدث حقاً في المختبرات و بعض التطبيقات و البرامج قوية. ولكن مع تجارب كهذه ، تستطيع جوجل إزالة الغموض عن التكنولوجيا بطريقة مفيدة للجميع.

 

اقرأ أيضا : جوجل تعمل على تطوير تكنولوجيا “بلوك تشين” خاصة بها لتعزيز حلول الخدمات السحابية

 

 

 

المصدر

4 تعليقات

    التعليقات معطلة.