ناسا تستعد لإطلاق مركبتها الفضائية “TESS” لاستكشاف الكواكب خارج نظامنا الشمسي

تستعد وكالة ناسا الأسبوع المقبل لإطلاق مركبتها الفضائية “TESS” ، و التي ستستكشف الكواكب الخارجية التي تدور حول النجوم خارج نظامنا الشمسي لمساعدة العلماء على طبيعة هذه الكواكب ، وإذا كان أي منها قادرًا على دعم الحياة.

سيتم إطلاق “TESS” يوم الإثنين السادس عشر من أبريل ، في نفس الوقت الذي يستعد فيه المسبار “كيبلر” التابع لناسا و الذي يرصد هو الآخر الكواكب خارج المجموعة الشمسية لإنهاء مهمته.و من المتوقع أن ينفد وقود “كيبلر”، و الذي تم إطلاقه في عام 2009 في وقت ما خلال الأشهر القليلة القادمة.

لكن “TESS” لها مهمة مختلفة عن سابقتها حيث كان هدف “كيبلر” هو ببساطة العثور على أكبر عدد ممكن من الكواكب الخارجية ؛ “TESS” ستكون أكثر دقة في البحث عن كواكب حول أقرب النجوم إلى الأرض. و ستكون هذه العوالم أسهل بكثير للدراسة لأن نجومها ستكون أكثر إشراقًا ، وفقًا لوكالة ناسا.

و أكملت شركة “سبيس إكس” استعدادها لعملية الإطلاق على متن صاروخها “فالكون 9” ، وقد قامت ناسا بتغليف المركبة الفضائية “TESS” في مهبط الحمولة. و التي ستشق طريقها في نهاية المطاف إلى مدار خاص فوق كوكب الأرض ، حيث يمكنها تنفيذ عمليات المراقبة بأقل تداخلات من الغلاف الجوي للأرض.

و إذا سار كل شيء على ما يرام ، فإن صاروخ “فالكون 9” الذي يبلغ طوله 230 قدمًا سيدفع المركبة الفضائية التي بحجم السيارة إلى المدار حوالي الساعة 10:32 مساءً بتوقيت غرينيتش. في 16 أبريل من قاعدة كيب كانافيرال بولاية فلوريدا.

KSC-20180403-PH_FJM01_0065

مسبار كيبلر

اكتشفت ناسا الآلاف من الكواكب الخارجية من خلال مسبارها الأخير الذي يدعى كيبلر. و استنتاجًا لنتائج الدراسات و النظريات التي تشمل مجرة “درب التبانة” ، يعتقد الباحثون أنه يمكن أن يكون هناك حوالي 10 كواكب في مجرتنا لكل واحدة من نجوم المجرة التي تبلغ 200 مليار نسمة تقريبًا.

لكن “كيبلر” قام فقط بمسح منطقة صغيرة و عميقة من المجرة . أما “TESS” فستقوم بمسح مساحة أكبر بمئات المرات – أقرب إلى الأرض – للبحث عن عوالم خارجية قريبة و يمكن أن تكون قابلة للحياة.

وقال “بول هيرتز” مدير قسم الفيزياء الفلكية في وكالة ناسا في بيان : “تعلمنا من “كيبلر” أن هناك كواكب أكثر من النجوم في سمائنا ، والآن ستفتح” TESS” أعيننا على مجموعة متنوعة من الكواكب حول بعض من أقرب النجوم”.

Screenshot_35.jpg

و أضاف هيرتز : إن “المرصد العظيم” القادم من ناسا ، وهو تلسكوب جيمس ويب الفضائي الذي تبلف تكلفتته 8.8 مليار دولار ، سيستخدم بيانات “TESS” لتدشين إكتشافات جديدة، ودراسة أكثر الكواكب الصخرية القريبة إثارة (مثل التلسكوبات الأرضية المستقبلية).

ومن المقرر إطلاقه في مايو 2020 تقريبًا ، وسيتنافس المرصد من الجيل التالي مع قدرات تلسكوب هابل الفضائي .

سوف يقوم تلسكوب جيمس ويب الفضائي بالتقاط الصور في ضوء الأشعة تحت الحمراء ، والتي تكون غير مرئية للعين البشرية ولكنها مثالية لدراسة الكواكب من خلال السحب الغازية والغبار في الفضاء التي عادة ما تحجب العوالم البعيدة.

لماذا ستكون “TESS” هي المهمة البارزة في مطاردة الكواكب الخارجية

ركزت المركبة الفضائية “كيلبر” على النجوم لتكشف عن الانخفاضات في السطوع الناجم عن الكواكب التي تمر أمام نجومها.و لقد فعلت ذلك من أجل 150.000 نجم في جزء لا يمثل سوى 0.25٪ من المساحة الكلية التي يدرسها العلماء،  بالإضافة الى أن عمق الرصد يصل الى 3000 سنة ضوئية.

و قد عثر “كيبلر” على حوالي 50 عالماً صخرياً بحجم الأرض ، 10 منها قد تكون صالحة للحياة، بالإضافة إلى أكثر من 4000 كويكب منذ إطلاقه في عام 2009. ومنذ ذلك الحين ، تقوم خوارزمية الذكاء الاصطناعي من جوجل بدراسة البيانات و ربما ستعمل على اكتشاف أكثر من ذلك.

و يشير الموقع الإلكتروني لـ ناسا : “ستكتشف” TESS “الآلاف من الكواكب ، وهي مصممة بشكل خاص لإيجاد مجموعة من الكواكب الصغيرة العابرة للنجوم الصغيرة”.

أما بالنسبة لـ “TESS” فترصد حوالي 200 ألف نجم ضمن نطاق لا يتعدى عشرات إلى مئات السنين الضوئية ، مما يجعلها أكثر سطوعًا من 30 إلى 100 مرة في السماء. من شأن ذلك أن يسهل على علماء الفلك معرفة المزيد عن الكواكب المحيطة بالنجم.

و ستقوم بذلك عن طريق التقاط الصور بأربع كاميرات تم تصميمها خصيصًا للكشف عن التغييرات الطفيفة في سطوع النجوم.و على مدار عامين ، ستقوم “TESS” بتصوير قطاع مختلف من السماء كل 27 يومًا.

كما ستستخدم “TESS” نفس تقنييات “كيبلر” لإيجاد الكواكب. حيث ستبحث عن العوالم عندما تمر أمام نجومها المضيفة ، في ما يعرف باسم “العبور”. و كلما يمر الكوكب ، فإنه يخفف قليلا من ضوء نجمه الأم بما يكفي لتلسكوب مداري لرصده .

Screenshot_36.jpg

تفاصيل البعثة

في غضون ذلك ، تقول “Sara Seager”, عالمة الكواكب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ، ونائبة مدير العلوم في “TESS” إنها متحمسة لإيجاد الكواكب التي يبلغ حجمها حوالي مرتين إلى ثلاثة أضعاف حجم الأرض ، والمعروفة باسم “الأرض الفائقة” أو “نبتون الصغيرة”.

اكتشف “كيبلر” أن هذه الكواكب الغريبة بين الكواكب هي في الواقع أكثر العوالم شيوعًا وانتشاراً. لكننا لا نعرف سوى القليل جدًا عن محتوياتها والأماكن التي جاءت منها. و عندما ترصد “TESS” هذه العوالم الصغيرة و تحدد كثافاتها ، فسيكون بمقدور علماء الفلك القيام بمتابعة الملاحظات باستخدام التلسكوبات على الأرض لمعرفة طبيعة غلافها الجوي.

و بالنسبة للوقود فإن “TESS” لن تعاني من هذه المشكلة. حيث ستتوضع المركبة الفضائية في مدار إهليلجي فائق حول الأرض و ستتركز في أبعد مسافة من القمر. وهذا يعني أساسا أن “TESS” سيكون في رقصة جاذبية غريبة مع كوكبنا و القمر.

لم يتم استخدام هذا المدار لمركبة فضائية من قبل، و الذي ستكون مدة دورانه 13.7 يومًا ، لكنه مستقر بشكل لا يصدق حسب “Seager”. لذا لا تحتاج “TESS” إلى وقود كثير.

لكن الوصول إلى هذا النوع من المدارات أمر صعب. و يتطلب الكثير من الطاقة. لكن لـ “TESS” ميزة أخرى وهي حجمها الصغير. وزنها أقل بقليل من 800 رطل (362 كجم) ، وهي أصغر بكثير من العديد من الأقمار الصناعية . ”

ومن المقرر أن تقوم “TESS” بالرصد لمدة عامين و هي المدة الأولية التي تم تحديدها للمهمة ، لكن المهندسين يخططون بالفعل لتمديدها .

و يشرف على بعثة “TESS” التي تبلغ تكلفتها الإجمالية 337 مليون دولار. الباحث الرئيسي “جورج ريكر” ، وهو عالم فيزياء فلكية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. هذا و يدير البعثة مركز “غودارد” لرحلات الفضاء التابع لناسا في “جرينبيلت” بولاية ميريلاند الأمريكية.

و قال “جورج ريكر” : “سننظر في كل واحدة من تلك النجوم. ….كل علماء الفلك لقرون قادمة سيركزون حقا على هذه العناصر في الفضاء العميق” .

 

اقرأ أيضا : “أرويون سبان” تكشف عن خططها الطموحة لإنشاء أول فندق فضائي بحلول عام 2021

 

 

 

المصادر : 1-2

7 تعليقات

    التعليقات معطلة.