“فولكس فاجن” تعلن تخصيص 25 مليار دولار لتوفير إمدادات البطاريات في خططها للتوسع في مجال السيارات الكهربائية

ستقوم أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم بتجهيز 16 مصنعاً جديدا لإنتاج السيارات الكهربائية بحلول نهاية عام 2022 ، مقارنة بثلاثة مصانع في الوقت الحالي ، حسبما أفادت فولكس فاجن  في بيان لها اليوم الثلاثاء.

وتعتمد خطط الشركة الألمانية لتصنيع ما يصل إلى 3 ملايين سيارة في العام بحلول عام 2025 من خلال صفقات مع الموردين بما في ذلك شركة سامسونج ، إس دي آي ، إل جي، وشركة أمبرإكس تكنولوجي لتوريد البطاريات في أوروبا والصين.

وقالت فولكس فاجن : “مع توفيرنا لشحنات البطاريات الكهربائية لأسواقنا الكبرى في أروربا و الصين ، سنتبع ذلك بصفقة أخرى قريبا في أمريكا الشمالية”. و ذلك بتخصيص مبلغ ضخم يصل الى 25 مليار دولار في مجال البطاريات.

و في المجمل ، قالت شركة صناعة السيارات التي تتخذ من فولفسبورغ مقرا لها إنها تعتزم شراء حوالي 50 مليار يورو من البطاريات كجزء من استراتيجيتها للسيارات الكهربائية ، والتي تشمل ثلاثة طرازات جديدة في عام 2018 مع عشرات أخرى في الآفاق المستقبلية.

وتقارن خطط فولكس فاجن للبطاريات مع التزامات شراء تسلا بقيمة 17.5 مليار دولار اعتبارًا من العام الماضي ، بما في ذلك 15.4 مليار دولار في الصفقات حتى عام 2022 ، والتي تتعلق في المقام الأول بشراء خلايا أيونات الليثيوم من باناسونيك ، وفقًا لبيانات حديثة.

واعتبارًا من العام المقبل ، ستطلق المجموعة التي تضم 12 علامة طرازًا جديدًا يعمل بالبطاريات “كل شهر تقريبًا” ، على حد قول الرئيس التنفيذي “ماتياس مولر” في المؤتمر الصحفي السنوي للشركة : “هذه هي الطريقة التي نعتزم بها تقديم أكبر أسطول للسيارات الكهربائية في العالم”.

فضيحة الديزل

ازداد الضغط على فولكس فاجن لإطلاق إصلاحات جديدة في مجال الإنبعاثات. حيث أثارت فضيحة الغش في الديزل التي كشف عنها في سبتمبر 2015 رد فعل عنيف من قبل الصناع و المنظمين على حد سواء.

وأكدت شركة صناعة السيارات الألمانية دعمها الكبير لتطوير مجال السيارات الكهربائية ، حيث وصفها مولر بأنها “جزء من الحل” ، و حتى مع قيام شركة تويوتا موتورز بسحب سيارات الديزل من مجموعتها في أوروبا ، وهي السوق الرئيسي للسيارات.

هذا و انخفضت أسهم فولكس فاجن في تعاملات اليوم  1.7 في المائة الى 155.82 يورو في فرانكفورت ، و التي سجلت تراجعا هذا العام بنسبة 6.4 في المائة.

و كجزء من خطة فولكس فاجن بـقيمة 25 مليار دولار في السيارات الكهربائية ، فستضع علامة تجارية فرعية مستقلة للسيارات التي تعمل بالبطاريات. النماذج الأولى التي كشف عنها لسيارات المفهوم الإختباري I.D. و الذي من المتوقع أن تكون بعضها متاحة بداية من عام 2020. كما من المقرر إطلاق سيارة أودي الفاخرة E-Tron الكهربائية بالكامل في وقت لاحق من هذا العام .

وحتى مع صفقات شراء البطاريات ، لا تزال مشاكل إمدادات الطاقة من فولكس فاجن بعيدة عن نهايتها. وقالت الشركة التي كافحت لتأمين مصادر الكوبالت ، و هو مكوِّن أساسي للبطاريات الحديثة ، إنها تعمل على إيجاد طرق لتقليل كمية العنصر اللازم لسياراتها الكهربائية ، مما يشير إلى وجود مخاوف مستمرة حتى بعد إعداد الإمدادات الكهربائية الأولية.

و يملك صانع السيارات ما يكفي من الكوبالت لهذه المركبات ، لكن الوصول إلى المعدن يبقى قضية طويلة الأجل على مستوى الصناعة ، حسبما قال المدير المالي فرانك ويتر لتلفزيون بلومبيرغ.

و بالمقارنة فقد تجاوزت خطة إنفاق فولكس فاجن في مجال السيارات الكهربائية أوامر تسلا بأكثر من 40٪.

قال رئيس مجلس إدارة الشركة الصينية “تسنغ يوكون” ، إن شركة “كاتل” الصينية ، التي أكد مولر يوم الثلاثاء أنها واحدة من مزودي البطاريات المستقبليين لفولكس فاجن ، تدرس بناء مصنع في أوروبا.

الحفاظ على خطط الإنفاق

حتى مع دفعها لتكثيف إنتاج السيارات الكهربائية وتجنب العقوبات من الأنظمة البيئية الأكثر تشددًا ، تخطط فولكس فاجن لكبح النفقات. وانخفض الإنفاق على التنمية 3.9 في المائة إلى 13.1 مليار يورو في عام 2017 ، أي ما يعادل 6.7 في المائة من المبيعات. وكررت الشركة هدفها بخفض هذه النسبة إلى 6 في المائة بحلول عام 2020.

و تتطلب إدارة هذا التحول التكنولوجي تركيزًا مكثفًا للحفاظ على الربحية من تشكيلة فولكس فاجن الحالية. وتتوقع الشركة أن يكون هامش التشغيل هذا العام بين 6.5 في المائة و 7.5 في المائة من الإيرادات ، مقارنة بنسبة 7.4 في المائة في عام 2017.

و قال مولر : “من الطبيعي أن نتطلع إلى مواصلة نجاح أعمالنا التشغيلية في 2018 ، على الأقل لأننا يجب أن نحقق إيرادات سنحتاجها لاستثماراتنا المستقبلية الهائلة.”

المصدر