ضربة أخرى لشركة “كوالكوم” بعد إقرار الولايات المتحدة الحظر على “زد تي إي” الصينية

من المتوقع أن يؤدي التحرك من جانب الولايات المتحدة لحظر المبيعات الشركات الامريكية لشركة صناعة معدات الاتصالات الصينية “زد تي إي” الى تأثر بعض الشركات الأمريكية مثل كوالكوم و التي تعد مصدرا رئيسيا للرقائق في الهواتف الذكية لـ “زد تي إي”.

و أعلنت وزارة التجارة الأمريكية فرض حظر على المبيعات لمدة سبع سنوات لشركة “زد تي إي” يوم الاثنين لخرق شروط اتفاق تم التوصل إليه العام الماضي يتمثل بشحن البضائع إلى بعض الدول تحت طائلة العقوبات.

و يُذكر أن شركة كوالكوم التي ستكون في قلب هذه الحرب التجارية ، والتي تمثل منتجاتها حصة الأسد في الهواتف الذكية لـ “زد تي إي”. التي شحنت ما يقدر بنحو 46.4 مليون هاتف في العام الماضي ، وفقاً لشركة “IHS Markit”.

وقال “نيل شاه” ، مدير الأبحاث في شركة “كونتربوينت ريسيرش” :  “إذا نظرت إلى زد تي إي، فإنها تبيع حوالي 45 مليون هاتف ذكي في العام على مستوى العالم ، وتقريبا نصفها يحتوي على رقائق كوالكوم … و إذا جمعنا ما معدله 25 دولارًا لكل رقاقة، فإن هذا يقدر بحوالي نصف مليار دولار من الأرباح”.

و من جانبها تقدر شركة “كاناليس” ، وهي شركة استشارات في مجال التكنولوجيا ، أن نسبة 65 في المائة من هواتف “زد تي إي” تحتوي على رقائق كوالكوم، و التي حققت مبيعات بلغت 22 مليار دولار في العام الماضي.

شركات التكنولوجيا في جوهر التوترات

تسعى الصين لتعزيز بعض عمالقة التكنولجيا المحليين مثل “هواوي” ، التي تصنع الرقائق أيضاً. وفي الوقت نفسه ، تشعر الولايات المتحدة بالقلق من قوة الصين المتنامية ، وقد أسقطت بعض صفقات التكنولوجيا الصينية في الخارج ، بحجة مخاوف الأمن القومي.

و هذا سيضع شركة كوالكوم ، التي تصنع الجزء الأكبر من مبيعاتها في الصين ، في موقف حرج.

و ترتبط كوالكوم ، التي لديها عقود حكومية ودفاعية ارتباطاً وثيقاً بحكومة الولايات المتحدة. كما أنها تتصارع مع الجهات الرقابية في الصين للموافقة على صفقة استحواذها على “NXP” لصناعة أشباه الموصلات بقيمة 44 مليار دولار.

و يرى المحللون أنه من المحتمل أن يكون تأثير و تبعات قضية “زد تي إي” على بعض الشركات الأمريكية اكثر منه في الشركات الصينية.و في حين أن “زد تي إي” ثاني أكبر صانع لمعدات الاتصالات في الصين ، قد تراجع بشكل كبير من حيث مبيعات الهواتف الذكية في السنوات الأخيرة .

و لكن في الولايات المتحدة ، تعد الشركة رابع أكبر مورد للهواتف الذكية بعد آبل و سامسونج و إل جي . و استحوذت “زد تي إي” على  11.2 في المائة في السوق الأمريكية في العام الماضي ، وفقا لبيانات “كاناليس”.

هذا و استجابت وزارة التجارة الصينية بسرعة لهذه القضية ، قائلة إنها ستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية مصالح الشركات الصينية. وقالت إن شركة “زد تي إي” التي يوجد مقرها في شنزن تعاونت مع مئات الشركات الأمريكية وساهمت في خلق فرص عمل كثيرة.

لقد أصبح تأثير الحرب التجارية محسوسا بالفعل. حيث تخطط لجنة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية للنظر في فرض حظر على معدات شبكات الإتصالات من شركات مثل “زد تي إي” و هواوي.

و من جانبها ، قالت وكالة الأمن السيبراني الرئيسية في بريطانيا يوم الاثنين إنها حذرت المنظمات و الشركات الفاعلة في قطاع الاتصالات في المملكة المتحدة من استخدام الخدمات أو المعدات من “زد تي إي”.

وقال شاه إن شركة “زد تي إي” يمكن أن تتطلع الآن إلى منافسين مثل سامسونج أو “ميدياتك” التايوانية أو “Spreadtrum” لشراء رقائق بديلة، و أضاف أن هواتف الشركة قد تحتاج إلى إعادة تصميم باهظة الثمن وأن الرقائق الأخرى لن يكون لها نفس مستوى الأداء: “في كلتا الحالتين ستكون التكاليف مرتفعة بالنسبة لشركة “زد تي إي” “.

“زد تي إي” تعلق تداولات أسهمها

واضطرت “زد تي إي” إلى تعليق الأسهم في هونغ كونغ وشنتشن يوم الثلاثاء ، حيث حذر المحللون من الضربة “المدمرة بشكل كبير” من التحرك الأمريكي لحظر الشركات الأمريكية من التعامل مع الشركة الصينية لصناعة معدات الاتصالات.

وقالت “زد تي إي” إنها ستضطر إلى تقييم “المدى الكامل للانعكاسات”.

هذا و انخفض سهم شركة “آكاسيا كوميونيكيشنز” لصناعة أجهزة الشبكات ، التي حققت أقل من ثلث إجمالي إيراداتها في 2017 من “زد تي إي” بنسبة 35 في المائة. وقالت الشركة إنها ستعلق التداولات و تقيم الأثر.

كما تراجعت أسهم بعض الشركات الأخرى ، حيث تراجعت أسهم شركة “Lumentum” بنسبة 8.9 في المائة وتراجعت شركة “Finisar” بنسبة 4 في المائة. كما تراجعت أسهم شركة “أوكلارو” بنسبة 14 في المائة، و التي حصلت على 18 في المائة من إيراداتها المالية لعام 2017 من تعاملاتها مع “زد تي إي”.

 

اقرأ أيضا : “كوالكوم” تجري محادثات لتسوية قضية براءات الإختراع مع “هواوي”

 

 

 

المصدر

تعليقان

    التعليقات معطلة.