بعد تسريبات “وثائق بنما” العام الماضي … فضيحة جديدة باسم “بارادايس بايبرز”

بعد مرور أكثر من عام على تسريبات “وثائق بنما”، تم الكشف عن فضيحة جديدة تسمى “وثائق الجنة” “Paradise Papers” لتسلط الضوء من جديد على السياسيين و المشاهير ورجال الأعمال الذين يستثمرون مبالغ مالية ضخمة في الملاذات الضريبية الآمنة في الخارج.

ما هي الفضيحة الجديدة “بارادايس بايبرز”؟

وقد كشف التسريب الضخم الجديد للوثائق المالية كيف يستثمر الأثرياء و المشاهير بما في ذلك الملكة إليزابيث الثانية مبالغ هائلة من المال في الملاذات الضريبية السرية و الآمنة في الخارج.

حيث شمل التسريب 13.4 مليون وثيقة تم الحصول عليها  من مكتب المحاماة الدولي “آبل باي” ومقره في برمودا.

الوثائق تم تسريبها  إلى “Suddeutsche Zeitung”، وهي نفس الصحيفة الألمانية التي كشفت عن وثائق أوراق بنما في أبريل 2016.و يتم دراسة الوثائق من قبل 100 و سيلة إعلام عالمية مختلفة.

وقال “درو سوليفان” الصحفي لدى الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين (ICIJ) لـ “الجزيرة”: “هناك صناعة عالمية جديدة تخدم المال الذي يتحرك حول العالم. هذا المال يتحرك من خلال الملاذات الضريبية حيث تستعمل في التهرب الضريبي و إخفاء الأصول و سرقة المال “.

و أضاف :”انها تستخدم من قبل الجريمة المنظمة، و كذلك تستخدم من قبل الشركات الكبيرة”.

ما الذي تم اكتشافه حتى الآن؟

كشفت أولى التحقيقات عن وجود بعض الأسماء الكبيرة في الفضيحة من بينهم 120 سياسي.و كذلك تم ذكر اسم وزير التجارة الأمريكي “ويلبر روس”.

101825945-20140710-8735-658.1910x1000

و وفقا لتقرير الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين (ICIJ) : “لديه حصة في شركة شحن تحصل على ملايين الدولارات سنويا من عائدات من شركة تضم مالكيها الرئيسيين صهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقبطان روسي تعتبره وزارة الخزانة الأمريكية من مقربي بوتين”

ويذكر ان “ستيفن برونفمان”، صديق رئيس الوزراء الكندي “جستين ترودو” ومستشاره استخدم ملاذات آمنة “offshore” لتجنب الضرائب في البلاد.

وقالت صحيفة الغارديان البريطانية التي كانت من بين المنظمات الاعلامية التي تلقت التقرير انه : “من المحتمل ان ينتج هذا الأمرا مشاكل سياسية لرئيس الوزراء الكندي الذي وعد بمعالجة عدم المساواة الاقتصادية والتهرب الضريبي” .

Queen-Elizabeth.jpg

و تشير التسريبات أيضا الى أن الملكة إليزابيث الثانية استثمرت ملايين الدولارات في الملاذات الضريبية في الخارج. في الوقت الذي قال فيه المسؤول المالي في المملكة في بيان أن : “الملكة كانت تدرك” أن الصندوق يدار في الخارج، و من جانبه أشار الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين (ICIJ) أنه : “لم يكشف أبدا تفاصيل استثماراتها”.وليس هناك ما يشير إلى أن ممتلكات الملكة صرفت بشكل غير قانوني.

الملكة نور من الأردن؛ وزير خارجية أوغندا سام كوتيسا؛  وزير الخارجية البرازيلي كامبوس ميريلز ، يوري ميلنر وهو مستثمر و ملياردير روسي لديه حصص كبيرة في فيسبوك وتويتر.

و من جهة أخرى ذكرت صحيفة “Indian Express” اليوم ان التسريب “يكشف عن وجود العديد من الشركات الهندية”.

واضافت الصحيفة ان : “الهند تحتل المركز التاسع عشر من حيث عدد الأشخاص الذين شملهم التسريب وان هناك 714 هندي في المجمل”.

AMI.jpg

وبصرف النظر عن الشركات، قالت الصحيفة أن نجم  بوليوود “أميتاب باتشان” وزوجة الممثل “سانجاي دوت” شملتهما الفضيحة.و كان باتشان مساهما في شركة وسائل الإعلام الرقمية التي تتخذ من برمودا مقرا لها والتي هي الآن مغلقة.و يشير مكتب المحاماة الدولي “آبل باي” أنه ليس هناك دليل على ارتكاب مخالفات.

ما يجب أن تعرفه عن هذه الفضائح؟

في معظم الحالات وضع الأموال في الخارج و خارج الأنظمة المالية في البلد الأصلي هو قانوني، و لكن العديد من الفاسدين يستعملونها في التهرب الضريبي وسرقة الأموال. حيث يشير النقاد الى إن الحكومات لا تتتعامل بحزم كافي مع هذه المعملات.

المبالغ المالية التي تتم وفق هذه التعاملات هي مبالغ ضخمة حيث تقدر مجموعة بوسطن الاستشارية ان قيمتها أكبر من 10 تريليون دولار في هذه المراكز المالية الخارجية.

معظمنا يعرفون أنها ملاذات ضريبية ولكن قلة من رجال الأعمال يستخدمونها فعلا. وذلك لأن حوالي نصف مبلغ الـ 10 تريليون دولار هذا يتركز في معظمه عند القلة القليلة من كبار الأثرياء في العالم.

ولكن الامر هنا أكبر من عدم المساواة و الفساد. فالنظام المالي في الخارج أو ما يسمى بالملاذات الضريبية offshore هو سري للغاية حيث يتمكن كبار الأثرياء في العالم من إخفاء تعاملاتهم و تخطي القوانين.

المصدر