التلسكوب الراديوي الفائق “MeerKAT” يلتقط صورة مذهلة لثقب أسود هائل في مركز مجرة درب التبانة

كشفت جنوب إفريقيا الأسبوع الماضي عن أقوى تلسكوب راديوي يعمل على دراسة تكوين المجرات ، وهي المرحلة الأولى لما سيكون أكبر تلسكوب من نوعه في العالم في مشروع لمحاولة لإكتشاف أسرار الكون.

سيتم دمج التلسكوب الراديوي العملاق المسمى “MeerKAT” و الذي يتكون من 64 طبقًا (بقطر 13.5 متر ) في منطقة “Northern Cape” بجنوب إفريقيا في المشروع العالمي مصفوفة الكيلومتر المربع “SKA”.

و سيشمل مشروع “SKA” ، المتوقع أن يعمل بكامل طاقته في أواخر عام 2030 ، حوالي 3000 طبق على مساحة كيلومتر مربع عبر المناطق النائية في العديد من البلدان الأفريقية و كذلك أستراليا.

و ستكون هذه التقنية أقوى بـ50 مرة ، وأسرع 10 آلاف مرة من التلسكوبات الأخرى في العالم ، حيث تقوم بمسح السماء بجودة أعلى من دقة تلسكوب “هابل” الفضائي ، وفقًا لـ “إس.إيه.إيه.إيه” ، والتي ستسهل على الفلكيين التعمق في دراسة النجوم المتفجرة والثقوب السوداء وآثار أصول الكون قبل مليارات السنين.

وقال “ديفيد مابوزا” نائب رئيس جنوب افريقيا :  “التلسكوب سيكون الأكبر من نوعه في العالم بجودة صور عالية تتجاوز تلسكوب هابل الفضائي بعامل 50 مرة”.

و أضاف : “إن هذا اليوم يمثل معالما بارزا في سعي أفريقيا للحاق بركب بقية العالم وتقديم مساهماتها في العلوم و الحضارة”.

يعد مشروع “SKA”  ، التي سينفذ الجزء الأكبر منه في جنوب إفريقيا ، تعاونًا دوليًا مع العديد من البلدان بما في ذلك أستراليا وبريطانيا وكندا والصين والهند وإيطاليا ونيوزيلندا والسويد وهولندا ودول أفريقية أخرى هي : بوتسوانا وغانا وكينيا ومدغشقر وموريشيوس وموزامبيق وناميبيا وزامبيا.

وإلى جانب الأبحاث الرائدة في مجال علم الفلك ، سيعمل تلسكوب “MeerKAT”  أيضًا على دفع حدود البيانات الضخمة والحوسبة عالية الأداء مع شركات التكنولوجيا مثل “آ بي إم” التي تساعد في تطوير أنظمة قادرة على التعامل مع كمية هائلة من البيانات التي يتم إرسالها من كل هوائي فردي إلى أجهزة الكمبيوتر العملاقة المدفونة في أعماق الأرض للحد من التداخل اللاسلكي.

وقد جذبت طموحات المشروع العالمي علماء الفلك والمهندسين وعلماء البيانات من جميع أنحاء العالم. وقد تم منح العديد من المقاعد البحثية الخاصة للعلماء المحليين و الأجانب ، وهي مناصب جامعية مخصصة للبحث والتدريب بعد التخرج.

و يقول “فيرناندو كاميلو” ، كبير العلماء في مرصد الفلك الراديوي في جنوب أفريقيا ، الذي انتقل من الولايات المتحدة في عام 2016 إلى جنوب أفريقيا للانضمام إلى المشروع : “إن MeerKAT هو الذي جذبني إلى جنوب إفريقيا”.

أولى إكتشافات التلسكوب

Screenshot_14

هناك بالفعل مشروعين قيد التنفيذ للاستفادة من التلسكوب . حيث سوف يساهم في دراسات مستوى الهيدروجين في المجرات ، والذي يمكن أن يساعد في معرفة تاريخ الكون ، كما سيعمل التلسكوب الراديوي على الدراسات الفضائية كالثقوب السوداء و النجوم و الفضاء العميق.

يستوعب “MeerKAT” الذي بلغت تكلفته 330 مليون دولار ثمانية مشاريع مسح كبيرة ستعطي كل فريق أكثر من 1000 ساعة من المراقبة على مدى خمس سنوات.

وقد التقط التلسكوب بانوراما صورة لمركز مجرة درب التبانة (الذي يحتوي على ثقب أسود فائق الكتلة) باستخدام الموجات الراديوية والأشعة تحت الحمراء والأشعة السينية التي تخترق الغازات والغبار الغير المرئية عبر التلسكوبات التقليدية.

الصورة ليست جميلة فقط فهي تُظهر العديد من مصادر هياكل الخيوط المغناطيسية بالقرب من الثقب الأسود التي كانت في السابق تعتبر لغزا يحير العلماء ، مما قد يقدم تفسيرا لكيفية ظهورها.

تم اكتشاف هذه الخيوط المغناطيسية الطويلة والضيقة في الثمانينيات باستخدام التلسكوب الراديوي الكبير جداً (VLA) في نيو مكسيكو ، لكن مصدرها بقي لغزا.

يقع هذا المركز على بعد 25 ألف سنة ضوئية من الأرض و يكمن خلف برج القوس. ويتميز بثقب أسود ضخم ، يبلغ حجمه 4 ملايين كتلة شمسية( الكتلة الشمسية هي وحدة قياس تساوي كتلة الشمس) ، أي حوالي 333 ألف ضعف كتلة الأرض.

و أشاد باحثون دوليون بجودة صورة “MeerKAT” ، وقد بدأ بالفعل في الإجابة على أسئلة عمرها ثلاثة عقود. و تسمل بانوراما الصورة مساحة تقارب 1000 سنة ضوئية على 500 سنة ضوئية.

وقال “فرهاد يوسف زاده” من جامعة نورث وسترن في ايفانستون بولاية الينوي الأمريكية : “هذه الصورة رائعة”.

و أضاف : ” إنها تظهر الكثير من الخصائص التي لم يسبق رؤيتها ، بما في ذلك المصادر المدمجة المرتبطة ببعض الخيوط ، والتي يمكن أن توفر المفتاح لكسر الشفرة وحل هذا اللغز الذي دام ثلاثة عقود”.

الخصائص الكاملة لتلسكوب “MeerKAT” :

gdfg.png

مهندسو ناسا يقومون بتركيب الدرع الحراري لمسبار “باركر سولار” استعدادا لإنطلاق رحلته نحو الشمس الشهر المقبل

المصدر

تعليق واحد

    التعليقات معطلة.